22/10/2010
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي حضرة الشيخ المحترم نشكر جهودكم المبذولة وجزاكم الله خير الجزاء.

نحن أخوة وأخوات ترك لنا والدنا رحمه الله بيتاً وقمنا ببيعه وكان أخي الكبير هو المفاوض مع الشخص المشتري، وقمنا بعمل وكالات عامة للمشتري من أجل إنجاز المعاملة، ولنا أخت خارج البلاد قال لي أخي الكبير استلم منها الوكالة وأنا أعطيك حقها لترسله لها. وبعد أن استلمت الوكالة منها وأخذها أخي رفض إعطاءنا مالها بحجة أنه على خلاف شخصي مع زوجها، فبقيت أنا حائر بينهم باعتباري وسيطاً بينهم وحاولت إقناعه ورفض وأختي تلومني يومياً. شيخي هل أمتنع عن تسليم وكالتي لأخي إلا بعد أن أستلم حق أختي أم ماذا علماً أنني استلمت الجزء الأكبر من حصتي. جزاكم الله خيراً.

الاسم: علاء أبو محمد

الـرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

لا يجوز لأخيك أن يحجز حصة أخته بحجة وجود خلاف مع زوجها، وعليه أن يحل الخلاف معه بمعزل عنها حتى لو كان له حق ولم يستطع أن يحصله منه فلا ذنب لها في ذلك، وحقها يجب أن ييقى محفوظاً وأن تأخذه كاملاً غير منقوص كما شرعه الله سبحانه وتعالى {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} النساء 7. ويستدعي ذلك أن تقنع أخاك بخطأ تصرفه وتحاول الصلح بينه وبين زوج أختك فالصلح خير كما قال ربنا سبحانه وتعالى ولنا من هدايات الكتاب والسنة خير كثير فقد قال عز وجل: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} النساء 114، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى، وقال كذلك: (دبّ إليكم داء الأمم الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم أفشوا السلام بينكم) أحمد والترمذي رحمهما الله تعالى، فإذا لم تفلح هذه المحاولة فلا بأس بأن تمتنع عن إعطائه وكالتك لعله ينصاع ويخلي سبيل حصتها من بيت أبيكم رحمه الله تعالى.

والله سبحانه وتعالى أعلم.