18/12/2010

السؤال:

السلام عليكم

شيخنا لي من الأولاد خمسة، بدأت أعمارهم تتجّه لسن المراهقة، بل هم في السنّ المراهقة، 16 و15، كيف أعلقهم بالدين، والعلم، وأهل الله وخاصته؟ أراهم متجهين لطريق غير طريق، علّمني، بصّرني، ربي يبارك في علمكم، في انتظار كرمكم.

 

الاسم: دعاء الروح

 

الـرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

لا شكّ أنّ أبناءنا اليوم يعيشون عالمًا يصعب ضبط حركة الكبار فيه فما بالك بالشباب الذي جُبِلُوا على التجدّد وربما التمرّد، وقد أصبحت المغريات تحدق بهم من كلّ جانب، فأنصحك -وكلّ ولي أمر- بما يلي:-

1- كثرة الدعاء لهم، فإنّ الله جلّ وعلا أرشدنا إلى ذلك من خلال دعاء سيّدنا إبراهيم عليه السلام:-

{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} [سورة سيّدنا إبراهيم عليه السلام: 40].

وجعله صفة المستنيرين من عباده وذلك في قوله سبحانه:-

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [سورة الأحقاف: 15].

وقد ثبت أنّ دعاء الوالدين مجاب، قال نبيّنا الأكرم صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:-

(ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا تُرَدُّ، دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ) الإمام البيهقي رحمه الله جلّ في علاه.

2- تقرّبوا من أولادكم لتصبحوا أصدقاءَ لهم، يُصارحونكم بمشاكلهم دون افتقاد مكانة الأبوة واحترامها بالنسبة لهم.

3- تخيّروا لهم الصديق الصالح الذي يدلّهم على الخير ويعينهم عليه.

4- عاملوهم دائمًا بالتشجيع والتماس العذر دون التوبيخ وكثرة العقوبات.

5- لا تكثروا عليهم المواعظ كي لا يسأموها.

6- العمل بالنصائح الواردة في جواب السؤال المرقم (131) في هذا الموقع الأغرّ.

واللهَ عزّ وجلّ أدعو لكلّ أبناء المسلمين بالاستقامة والفلاح، ولأولياء الأمور بالتوفيق.

والله جلّت قدرته أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على سيّد الأنبياء، وإمام الأصفياء، نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه الأتقياء.