27/12/2011
السؤال:
السلام عليكم،
هل يجب علىى الزوجة إطاعة أوامر أم الزوج بالنسبة لعمل البيت، وتعتبر من الواجب شرعاً؟ وهل هي ملزمة بإكرام ضيف أم الزوج أو اللأب؟
الاسم: amer

الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ليس على الزوجة طاعة أوامر أم الزوج أو أبيه إلا في حدود إكرام كبير السن وتوقيره بصفتنا مسلمين، حيث أمرنا ديننا العظيم بذلك على لسان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (ليسَ مِنَّا مَنْ لمْ يرحَمْ صغيرَنا ويُوَقِّرْ كبيرَنَا ويَعْرِفْ لعَالِمِنَا حَقَّهُ) الإمامان أحمد والطبراني رحمهما الله تعالى، وكذلك الإحسان للضيف وإكرامه، فقد قال حضرة النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه…) متفق عليه، ولكن كل ذلك على سبيل التطوع وليس من باب الواجب الحتمي الذي على الزوجة أن تلتزم به تجاه والدي زوجها وضيوفهما، ولا شك أن في إكرامهما كسباً لقلب الزوج، وينبغي على الزوجة أن تحرص على ذلك، ويجب على الزوج أن يقدر لزوجته هذه المواقف الطيبة ويثيبها عليها كما أمر ربنا عز وجل في قوله: {…وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} البقرة 237، وكذلك أمر رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (من أسدى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تستطيعوا فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه) الإمامان أبو داود والنسائي وآخرون رحمهم الله تعالى، وبالجملة فالتعاون مبدأ شرعي عظيم له ثمرات لا تخفى، لذلك أمر الله سبحانه وتعالى به في نصوص من كتابه جل جلاله وعم نواله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومنها قوله تعالى: {…وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى…} المائدة 2، ومن السنة: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل بيوت المسلمين مستقرة مبنية على المحبة والتفاني في التعاون حتى تؤتي ثمراتها، وأرجو مراجعة جواب السؤال المرقم (628).
والله سبحانه وتعالى أعلم.