1/2/2011
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شيخي الحبيب: في حديث المرأة التي كانت تصرع في عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما هو معلوم لحضرتكم- حيث جاءت تطلب الدعاء فقال لها سيدنا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (إن شئت صبرت ولك الجنّة وإن شئت دعوت لك)، فرضيت بالصبر.
وقد ورد أن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مرت به هذه المرأة يوماً، وكان معه رجل، فقال له: (هل أطلعك على امرأة من أهل الجنّة).
السؤال شيخي الحبيب: فيما تقدم، هل أن سيدنا رسول الله صلى الله تعالى حينما قال (إن شئت صبرت ولك الجنّة) قد علّق دخول الجنّة باستمرارية صبرها حتى تلقى الله تعالى، لأن الإنسان قد يصبر على البلاء وقد لا يصبر، أم أنها البشارة لها من رسول الله عليه الصلاة والسلام بدخول الجنّة بمجرد عدم الدعاء بالشفاء والبقاء على مرضها دون أن تتكشف، فأشار عليه الصلاة والسلام بذلك بلفظ إن صبرت، وهو دليل استمرارها على الصبر حتماً، وبالتالي أنها من أهل الجنّة حتماً بوعد رسول الله.
أقول هذا لأن أحد الأحباب يرى أن دخول الجنّة معلق بصبرها، ولأن الصبر لا يُرى، فذهب إلى أن سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما رأى الصبر فيها روحياً، واستدل بذلك بفضل قوة الروح، وإلا كيف يؤكد أنها من أهل الجنّة إن لم يكن الصبر متحقق فيها.
فما هو رأيكم شيخي فيما تقدم؟ وهل يصح هذا الأخير؟
 
وجزاكم الله خيراً.
الاسم: أبو زيد
 
 
الـرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
 
كما نعلم أن دعاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لا يردّ، ولذلك خيّر المرأة بين أن يدعو لها فتشفى بإذن الله تعالى، أو تصبر ولها الجنة جزاء هذا الصبر وتخلّيها عن الشفاء من هذا البلاء، وقول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أنها من أهل الجنة لاعلاقة بما وصفه الأخ -أي رؤية الصبر- ولكن استناداً إلى وعد سيد المرسلين عليه الصلاة والتسليم.
 
والله سبحانه وتعالى أعلم.