29/12/2011
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
سؤالي عن الآية 172 من سورة الأعراف:
بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم.
قرأت في تفسيرها أن الإشهاد كان وهم كهيئة الذر حين خلق آدم عليه السلام، فهل يعني هذا أنّ كل البشر مؤمنون بالله بالفطرة ولو ألحدوا ولو ضلوا عن سبيله؟ وما إلحادهم أو ضلالهم إلا استكبار وجحود!
جزاكم الله خيراً ووفقكم ورعاكم
الاسم: ليلى الخطيب
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الآية الكريمة التي صدّرت بها سؤالك صريحة بأن الله سبحانه وتعالى جبل البشر على الإيمان به جل وعلا، وقد قال سبحانه في موضع آخر: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} الروم 30، ولكن المنكرين يخالفون هذه الفطرة ويجحدون بها، وأوضح ذلك رب العزة جل جلاله وعم نواله في قوله: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} النمل 14، وقد أكد ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بقوله: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) الإمام مسلم رحمه الله تعالى، فبذرة الإيمان موجودة في الناس، فمنهم من ينميها بماء اليقين والاتباع، ومنهم من يطمسها بالكفر والإنكار عياذاً بالله عز وجل.
والله سبحانه وتعالى أعلم.