09/01/2012

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم سيدي حضرة الشيخ أرجو من الله عزّ وجلّ أنْ يبارك فيكم ويطيل عمركم يا رب.

سيّدي مشكلتي التي أعاني منها منذ يوم زواجي -أي منذ 14 سنة- هي إهمال زوجي لي، آسفة لا أعرف كيف أبدأ وماذا أكتب، إنّي والحمد لله لا أتزيّن خارج البيت، ولا أحتاج للتزين داخل البيت لأنّ زوجي لا ينظر إليّ، وإنّي والحمد لله جمالي فوق المتوسط ولكن أهملت نفسي تمامًا، وزوجي أيضًا لا يهتمّ بنفسه، فأكثر من عشر مرّات أتوسّل به ليذهب إلى الحلّاق، وكذلك لا يستحم حتّى أتوسّل به، بل إنّنا أحيانًا نتعارك حتّى يستحم.

سيّدي هذا مؤثر كثيرًا على حياتي، وأدعو على نفسي كثيرًا لأموت..

أعرف كم أشغلكم ولكن أرجوكم أريد الجواب إذا أمكن بسرعة.

وأرجو من حضرتكم الدعاء.

 

الاسم: المهملة من قبل زوجها

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

جزاك الله جلّ في علاه خيرًا على دعواتك الطيبة ولك بمثلها.

بعض الأزواج يغفلون عن واجباتهم تجاه زوجاتهم، فنرى كثيرًا منهم يريد من زوجته أنْ تكون بأبهى صورة دون أنْ يفكّر بمقابلتها بشيء من ذلك فيهمل نفسه، وقد قال ربنا جلّ وعلا:-

{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [سورة البقرة: 228].

ومن واجب الزوج -إضافة إلى التكفّل بأسباب معيشة زوجته- بأنْ يعفّها، وذلك بإشباع رغبتها التي فطرها الله تعالى عليها.

وعليه أنْ يعلم أنّ دين الإسلام دين النظافة، فأوجب على المسلم التطهّر لكلّ صلاة، وسنّ له السواك والأخذ بسنن الفطرة، حتى أنّ سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه حدّد فتراتٍ لإزالة الشعر عن بعض المواضع من الجسم.

وكان السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم يتزينون لنسائهم، وقد حثّ الله عزّ وجلّ عليها فقال:-

{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قل مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ —} [سورة الأعراف: 31-32].

وقد ورد عن حبر الأمّة الصحابي الجليل سيّدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما:-

(إِنِّي لَأَتَزَيَّنُ لِامْرَأَتِي كَمَا تَتَزَيَّنُ لِي، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنْظِفَ كُلَّ حَقِّي الَّذِي لِي عَلَيْهَا فَتَسْتَوْجِبَ حَقَّهَا الَّذِي لَهَا عَلَيَّ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} أَيْ زِينَةٌ مِنْ غَيْرِ مَأْثَمٍ) تفسير الإمام القرطبي رحمه الله سبحانه (3/123).

وقوله (وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنْظِفَ كُلَّ حَقِّي) أي لا أحبّ أنْ آخذ حقي كاملا منها.

فليتق الله تعالى مَنْ يضيّع الأمانة والمسؤولية التي أودعها الله جلّ وعلا عنده، وليتذكّر قول حبيبه المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وآله وصحبه أهل الصدق والوفا:-

(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) الإمام الترمذي رحمه الله عزّ شأنه.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على خير الخلق، سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه المتبعين للحقّ.