28/2/2011
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعانكم الله تعالى ووفقكم لكل خير.
س: امرأة متزوجة وقد اُبْتُليتْ بزوج يسبُ الله عز وجل والعياذ بالله حينما يكون عصبياً فما الحكم في ذلك؟
وجزاكم الله خيراً.
الاسم: محمد

الـرد:-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وجزاك خيراً على دعائك ولك بمثله.

يجب أن ينتبه كل من ينزلق لسانه بالتطاول على الذات الإلهية بخطورة هذا القول الذي قد يهوي به في مستنقع الكفر والخروج من الدين عياذاً بالله تعالى، فقد نهى الله جل جلاله المسلمين عن سب المشركين صوناً لجناب الخالق تبارك وتعالى من أن يقابل بذلك، فقال في كتابه العزيز:- {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ…} [سورة الأنعام: 108]، وبين سبحانه وتعالى نتائج الكفر ومنها الشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة فقال جل جلاله:- {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ*إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} [سورة آل عمران عليهم السلام:  90-91]، وقال تعالى:- {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} [سورة النساء: 137]، وقال عز وجل:- {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ*فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ*ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ} [سورة سبأ: 17]، ومع عظم ما أتى به هذا الرجل -هداه الله تعالى- فإن كان يقول ما يقول وهو في حال الغضب الشديد بحيث لا يتذكر ما تفوه به فنرجو الله تعالى أن لا يؤاخذه بذلك، أمّا إذا كان بوعيه فيجب على الزوجة توجيه النصح له بكل ما أوتيت من حجة مع اللين مستعينة بالباري عز وجل في مسعاها وتخلص النية في ذلك، فإن وجدت فيه الإصرار على ذلك فيجب عليها أن تمنعه من نفسها حتى يتوب ويعود لرشده.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

وصلى الله تعالى على الرحمة المهداة وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.