2012/03/02
السلام عليكم،
السؤال:
ما معنى والفرق بين الإلوهية والربوبية؟
وشكراً
الاسم: محمد ابو أسامة

الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
من الناحية اللغوية نستطيع القول إن الكلمتين ليستا مترادفتين، وقد تكونا من حيث الاصطلاح واحدة، والذين قالوا إنهما مختلفتان إستندوا على أن توحيد الربوبية هو الإعتراف والإقرار أن الخالق والرازق ومدبر أمور الخلق هو الرب جل جلاله، وتوحيد الألوهية هو توجه الإنسان بالعبادة والاستعانة والإستغاثة إلى الإله الواحد سبحانه. علماً بأن لامشاحة في الاصطلاح إذا أدّى إلى نفس الهدف. ولا ينبغي للمسلم صرف انتباهه عمّا هو مطالب به إلى هذه الشكليات التي لا فآئدة من بحثها ولكن مع ذلك أقول إن عبارتي الإله والرب جآءتا في القرآن الكريم وكأنهما لمعنى واحد فقد قال الله عز وجل حكاية عن بني إسرآئيل {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ} البقرة 68 وقال سبحانه {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} الأنعام 46. أضف إلى ذلك أن الإنسان بصورة عامة والمسلم بشكل خاص إذا توجه لخالقهِ سبحانهِ بالعبادة والطاعة فهو إقرار لاشك فيه أن الذي خلقه ودبر أموره ورزقه هو هذا الرب و الإله جل جلاله وعمّ نواله، وتأمل في قوله تبارك وتعالى {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} مريم –عليها السلام-65. فبدايتها حديث عن توحيد الربوبية ووسطها أمر بتوحيد الألوهية وآخرها تنزيه لأسمآئه سبحانه. وبشكل عام لا نسأل من يدخل الإسلام عن هذه الفروق، وبحثها في مجالس أهل العلم أليق منه بالمجالس العامة.

والله سبحانه وتعالى أعلم.