16/4/2011

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسال الله تعالى أنْ لا يحرمنا من التواصل مع حضرتكم.

شيخي الكريم: بعد الورد اليومي نبدأ بالرابطة الشريفة، وبعدها الذكر الخفي أو القلبي (لفظ الجلالة الله)، هل السالك ملزم بالنصف ساعة أم أكثر في كلّ جلسة، الصباحية والمسائية.

مع فائق شكري وتقديري.

 

الاسم: عبد الرزاق عزيز مجيد

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

وِرد (النصف ساعة) مبني على ذكر الله عزّ وجلّ والذي أمر به سبحانه في كتبه وعلى لسان رسله عليهم الصلاة والسلام، قال تبارك اسمه:-

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوْهُ بُكْرَةً وَأَصِيْلا} [سورة الأحزاب: 41، 42].

ولقد دأب الصحابة رضي الله سبحانه عنهم على الاجتماع على ذكر الله جلّ وعلا، فها هو سيدنا عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عنه يقول لأصحابه:-

(تَعَالَوْا نُؤْمِنُ سَاعَةً، تَعَالَوْا فَلْنَذْكُرِ اللَّهَ وَنَزْدَدْ إِيمَانًا، تَعَالَوْا نَذْكُرُهُ بِطَاعَتِهِ لَعَلَّهُ يَذْكُرُنَا بِمَغْفِرَتِهِ) الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله جلّ في علاه.

ويقول سيّدنا معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه:-

(اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً) الإمام البخاري رحمه الباري سبحانه.

والورد المذكور ليس له علاقة بالورد الذي عاهد السالك مرشده عليه في وقتي الصباح والمساء وألزم نفسه بهما، فالأوّل يُنصح به كلّ مَنْ يريد أنْ يتذوّق العمل الروحي قبل السلوك، وللسالك الخيار أنْ يقوم به أو لا ومتى شاء.

أمّا إذا سألت كم من الوقت يستغرق الذكر القلبي للسالك؟ فليس هنالك تحديد، فهو يعتمد على همّته وظروفه، وينبغي أنْ يُعلَم أنّ الله جلّ جلاله وعمّ نواله أمرنا بالخيرات والمسارعة فيها، قال عزّ شأنه:-

{— إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [سورة الأنبياء عليهم السلام: 90].

فكلّما زاد وقت الذكر ازددت بركة وقربًا من الله جلّ ذكره وكنت في معيته ورعايته، وأنصح في هذا المقام نفسي والسالكين والسالكات باستثمار أوقات البركة لأنّ فيها نفحات، فجميل جدًّا أنْ نجلس بعد صلاة الفجر حتّى الشروق، وبعد المغرب حتّى العشاء.

والله جلّ وعلا يتوّلانا جميعًا إنّه سميع الدعاء وهو أعلم وأحكم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.