27/4/2011

السؤال:

السلام عليكم دكتور سعدالله المحترم

مبارك لكم زيارة بيت الله الحرام، وأدعو الله أنْ يتقبّل منّا ومنكم الطاعات.

سؤالي هو:-

لدي شركة هنا في الإمارات، ويشهد الله أنّ شركتي تمرّ في وضع مالي سيء جدًّا بسبب اضطراب السوق والوضع الاقتصادي المتعب، ومطلوب منّي تسديد المجهّزين وهم لا يرضون تأجيل التسديد، وعندي بضائع في المخزن ولكن لا يوجد هناك بيع، حتى البيع بالكلفة لا يوجد طلب، علمًا أنّ البضائع ذات نوعيات مرغوبة في السوق، ولقد حاولت جهد الإمكان أنْ أحصل على قرض من بنك إسلامي ولكن لم أستطع، وقد عرض عليّ قرض من بنك ربوي بمبلغ محدّد وبنسبة 1% فائدة لكلّ شهر ولمدّة سنة، ويتم احتساب مبلغ الفائدة متناقص، أي في الشهر الأوّل يحتسب المبلغ المقرض كلّه بفائدة 1%، وفي الشهر الثاني يتم احتساب المبلغ المتبقي بعد دفع قسط الشهر الأوّل بفائدة 1% .. وهكذا بالنسبة لبقيّة الأشهر، أي أنّ مبلغ الفائدة في تناقص إلى آخر شهر.

أرجو أنْ تفيدوني بنصحكم طلبًا في مرضاة الله سبحانه وتعالى، ويشهد الله أنّي في دعاء واستغفار مستمر ليفرّج الله همومنا جميعًا وقاصدًا مغفرته ورحمته سبحانه.

وشكراً لكم.. وفقكم الله للخير.

 

الاسم: أنس علي

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

جزاك الله سبحانه خيرًا على تهانيك الطيّبة، وأسأل الباري عزّ وجلّ أنْ يتقبّل منّا جميعاً صالح الأعمال، وأنْ يفرّج عنك، ويجعل لك مخرجًا، وبعد:-

فمن المعلوم أنّ الله جلّ وعلا شدّد على المتعاطي بالربا فقال جلّ شأنه:-

{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [سورة البقرة: 276].

وقال جلّ ذكره:-

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} [سورة البقرة: 278 – 279].

وعليه فإنْ كان لك ما تتصرّف به كبيع أصول بحيث تسدد مطالبات المجهزين، فهذا أسلم لدينك، مع محاولة إقناعهم بظروفك التي هي عامة وليست خاصة بك، فإنْ لم يكن لك ذلك فأرجو مراجعة أجوبة الأسئلة المشابهة في هذا الموقع.

وأنصح في هذا المجال الالتزام بتقوى الله تبارك في علاه فهي مفتاح كلّ خير ويسر، قال الله تعالى:-

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [سورة الأعراف: 96].

وقال:-

{— وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ —} [سورة الطلاق: 2 – 3].

ومن التقوى كثرة الاستغفار، وكثرة الصلاة على حضرة النبيّ المختار عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الأبرار، القائل:-

(مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) الإمام أبو داود رحمه الودود جلّ جلاله.

وعن سيّدنا أبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه أنّه قال:-

(يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ (أي دعائي) فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) الإمام الترمذي رحمه الله عزّ شأنه.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل الفضل والمجد.