2012/03/22
السؤال:
السلام عليكم،

شيخنا الفاضل ماهي المقامات التي يمر بها السالك وكيف يعرف أنه وصل الى الله؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الاسم: suma

الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

ليس هناك تحديد للمقامات التي يمرّ بها المسلم بشكل عام أو السالك بشكل خاص، ولا معتبر بالمصطلحات التي توجد في بعض الكتب لأنها تصف أحوال أصحابها أو من تذكرهم من الصالحين رضي الله عنهم وعنكم، والأحوال تختلف من شخص لآخر، ولايستحسن أن ننشغل بها بل المعتمد في ذلك هو مراقبة القلب وهو في طريقه إلى الله جل جلاله وعم نواله. ولكن بشكل عام فالمسلم الذي يمرّ بخلق أو ميزة تقربه إلى خالقه جل وعلا يسمّى (حالاً) وإذا استمر عليه يسمّى (مقاماً). ومثال هذا: إذا أصيب المسلم بابتلآء وصبر عليه يقال: إنه في حال الصابرين أو في حال الصابر، أمّا إذا لازمته هذه الصفة في مجمل حياته يقال: إنه في مقام الصابرين، وكذلك في بقية الصفات والأخلاق. قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (إِنَّ الرَّجُلَ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا) الأئمة مسلم وأحمد وآخرون رحمهم الله تعالى. أمّا الوصول إلى الله عز وجل فلا يمكن لأحد أن يجزم بوصوله إلى الله سبحانه، قال عز وجل {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} آل عمران –عليهم السلام- 163. فإذا كان الأنبيآء عليهم الصلاة والسلام على درجات عند ربهم عز وجل فما بالك بعموم المسلمين. ولكن يستطيع المرشد بحكم خبرته الروحية معرفة منزلة السالك في مراحل ذكر الله عز وجل وتقويم سلوكه في ذلك روحياً أو إرشادياً وهذا كله بفضل الله سبحانه وتعالى {…ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} المآئدة 54.

والله سبحانه وتعالى أعلم.