2012/06/26
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ادامكم الله تعالى ورزقني شرف صحبتكم في الدنيا والاخره سيدي: ما حكم التثاؤب وهل هناك زجر في الشرع لمن يصدر صوتا عاليا عند التثاؤب وجزاكم الله كل خير وأرجوكم الدعاء.
 
الاسم: علي سعد الله
 
 
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك الله تعالى خيراً على دعواتك المباركة وأدعوه جل وعلا أن يشرفنا بصحبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
 
سؤالك هذا ذكرني بخصآئص سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومنها ما أخرجه الإمامان إبن أبي شيبة والبخاري في “التاريخ” من مرسل يزيد بن الأصم قال (ما تثاءب النبي – صلى الله عليه وسلم – قط). ويؤيد ذلك ما ثبت أن التثاؤب من الشيطان. ووقع في “الشفاء لابن سبع “أنه – صلى الله عليه وسلم – كان لا يتمطى، لأنه من الشيطان.
 
ومن حيث الأصل فإن التثآؤب حركة طبيعية للإنسان وحتى في بعض المخلوقات وهي كباقي التصرفات الأخرى كالضحك والعطاس.
 
وأما من حيث الميزان الشرعي فإن الأفعال والتصرفات التي فيها نفع وخير وكذلك فيها تشبه بالملأ الأعلى وبالمخلوقات الزاكية الطاهرة فتنسب إلى الله تبارك وتعالى.
 
أما التصرفات المؤذية سوآء أكتشفنا ضررها أم لا فتنسب إلى الشيطان، ولذلك بيّن حضرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن العُطاس من الله عز وجل وأنّ التثآؤب من الشيطان فقال (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِذَا قَالَ: هَا ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ) متفق عليه. وقد حثنا نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على رده وأرشدنا إلى كيفية التصرف حياله فقال (إذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ، وفي لفظ: إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ) الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
 
وقال بعض العلمآء رحمهم الله تعالى في شرح الحديث (يضع ظاهر كفّه على فمه، وقيل كفّه الأيسر)، وإذا تثآءب أثنآء قرآءة القرآن الكريم فعليه قطع القرآءة كي لا يغيّر من لفظ الآية الكريمة فيتغير معناها.
 
وبما أن التثآؤب من الشيطان فلابأس أن نتعوّذ منه كما أمرنا الله عز وجل أن نستعيذ به من كل تصرف للشيطان وجنده فقال تعالى {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الأعراف 200. وهذا التعوذ يدخل ضمن التوجيه النبوي في قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ) وتعني: بأي صورة وبكل وسيلة ممكنة ومنها الإستعاذة.
 
والله سبحانه وتعالى أعلم.