2012/11/28

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيـم

سيدي حضرة الشيخ سعدالله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أطال الله عمركم وأدام ظلكم ونفع بكم أمة خاتم النبيين عليه أفضل الصلاة والتسليم.

 

سيدي لدي سؤال:

ماهو الفرق بين الموت والوفاة وقوله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها) وارجو منك التفصيل الوافي لهذين الكلمتين وجزاك الله عنا خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الاسم: عمر

 

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله تعالى فيك على دعواتك الطيبة ووفقكم لكل خير.

بين الوفاة والموت عموم وخصوص، فالوفاة قد يراد بها الموت وهو مفارقة الروح للجسد، وقد يراد بالوفاة المقاضاة كأن تقول: وفّني حقّي، أو تقول: إستوفيت حقّي منك، ومعناه أخذته وافياً كافياً.

وقد يراد به قطع الصلة مع الحياة المعروفة والمعهودة كما في قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الأنعام 60. فالمراد في الوفاة هنا هو انقطاع الحركة الإعتيادية في النهار والمعبر عنها (ما جرحتم بالنهار).

ويطلق لفظ الوفاة كذلك على النوم، قال الله تعالى {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الزمر 42.

أمّا الموت فيطلق على خروج الروح من الجسد أو تبدل العلاقة بينهما، قال عز وجل {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} آل عمران – عليهم السلام – 185.

فالوفاة أعم من الموت إذ تشمل الموت أو إستيفآء الحق أو إنقطاعا مؤقتا للحركة الحياتية كالنوم مثلا أو فقدان الوعي، قال ربنا تبارك وتعالى {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} آل عمرن – عليهم السلام – 55. أي يستوفي شخصه من الدنيا، وللتأكيد على أن هذه الوفاة ليست موتا جآء قوله عز وجل {…وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً *بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} النسآء 157، 158.

والله سبحانه وتعالى أعلم.