2012/12/04

السؤال:

السلام عليكم شيخي الكريم ورحمة الله وبركاتة (أسأل الله السميع العليم أن يجمعنا بحضرتكم وينفعنا بعلمكم) ما صحة حديث النبي (صلى الله عليه وسلم)

(أكثروا من الإخوان فإن لكل أخ شفاعة يوم القيامة)

 

الاسم: همام

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله تعالى فيك على مشاعرك ودعواتك الطيبة وأسأله عز وجل أن يجمعنا في الدنيا والآخرة على مرضاته جل وعلا.

الحديث الذي أوردته ضعيف ولكن معناه صحيح، وردت بهذا المعنى آيات و أحاديث كثيرة وهي تبين أهمية الإخوان ودورهم في حياة الإنسان فالأصل في البشرية التعارف.

قال الله تبارك وتعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات 13. ثم بعد ذلك ترقى هذه الصلة إلى الواجبات الشرعية الإيمانية قال عز وجل {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ…} الحجرات 10.

وكلما قويت هذه الروابط قويت هذه الأخوة ومنافعها في الدنيا والآخرة قال سبحانه {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} الطور 21. وقد بين ربنا جل وعلا أن صحبة غير المتقين لا أثر لها يوم القيامة بل تنقلب عداوة إذ قال سبحانه {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} الزخرف 67.

وقد تطرقت الأحاديث الشريفة لعلاقة الأخوة بين المؤمنين، من ذلك قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله فعدّ (…وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ…) متفق عليه. وقوله عليه الصلاة والسلام (إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ، وَإِنِّي قَدْ اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي) متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (إِنَّ فِي أُمَّتِي لَرِجَالا يَشْفَعُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فِي الْفِئَامِ مِنَ النَّاسِ، وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ، وَيُشَفَّعُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لِلرِّجَالِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ) الأئمة أحمد والترمذي وابن خزيمة رحمهم الله تعالى وفي رواية (إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَيَشْفَعُ لِلْفِئَامِ مِنَ النَّاسِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلْقَبِيلَةِ مِنَ النَّاسِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلرَّجُلِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ).

والله سبحانه وتعالى أعلم.