2013/02/26

السؤال:

لديّ ثلاث بنات، الأولى فقيرة ولديها خمسة أطفال، والثانية عاقر وليس لها أولاد، والثالثة أرملة ولها يتيمان ويسكنون دارًا واحدة أملكه، ولدي إرث من أهلي في دارين غيرها، ولوضع بناتي قرّرت أنْ أهبهن الدار وأنا على قيد الحياة علما أنّه لديّ حفيد من ابني المتوفى، وأمّه متمكنة ماديا، فلها دار من أبيها، وله أنْ يأكل من حصتي في الدارين المتبقيتين وذلك لوجود خلافات بيننا وبين زوجة ابني، هددتني إنّها ستشرّد بناتي في الشارع، فهل هناك إثم في هبتي لبناتي المحتاجات لأسترهن في حياتي؟

 

الاسم: أم إبراهيم

 

الرد:-

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

لصاحب المال أنْ يهب ماله في حياته لمَنْ يشاء على أنْ يعدل بين أبنائه، فأنتِ في استطاعتك أنْ تهبي هذه الدار لبناتك، خاصّة إنّهن في ظروف صعبة كما ذكرتِ، ولكن الذي دخل على هذه المسألة هو نيّتك حرمان الحفيد تبعًا لعلاقتك السيّئة مع أمّه، وهذا شيء لا نتمنّاه للمسلمين إذ يجب أنْ تكون قلوبهم سليمة تجاه الآخرين وخاصّة مَنْ تربطهم معهم صلة قربى أو نسب أو جيرة، وأنْ لا تكون تصرّفاتهم ناتجة عن ردَّة فعل لظروف معيّنة فيكون ذوو القربى في هذه الحالة هم الضحيّة.

وتستطيعين مساعدة بناتك في حياتك حتى لو تفاوتت هذه المساعدة بينهن تبعا لظروف كلّ واحدة فهذا لا ينافي العدل حيث إنّ ظروف الحياة تختلف زمانا ومكانا.

وعلى المسلم أنْ يعوّد نفسه على تحمّل الآخرين والعفو عنهم في كلّ مرّة طمعًا في عفو الله عزّ وجلّ ومغفرته كما أمر سبحانه في قوله الكريم:-

{— وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة النور: 22].

وهذا القول يؤدي إلى ضمان حقوق البنات مع عدم حرمان الحفيد لأنّكِ والحمد لله تملكين دارين آخرين.

 

والله جلّ جلاله وعمّ نواله أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.