2013/04/07

السؤال:

بسم الله العلي الاعلى والصلاة والسلام على خير الورى سيدنا محمد المصطفى وعلى اله وصحبه أهل الفضل والتقى..وفقكم الله وأعلى مقامكم وأنال المسلمين من فيوضات بركاتكم..

 

سيدي الفاضل من المعلوم أن الحق جل وعلا خلق الحياة على قوانين. ومنطق العقل يقضي أن يكون لأي أمر ما ضوابط.. فما هي ضوابط ومراتب ودرجات أهل العمل الروحي وبما يخص الخلافة عن المرشد؟

 

وجزاكم الله خيرا

­­­­­­­­الاسم: خضير غيدان

الرد:

بارك الله تعالى فيك على كلماتك الطيبة ودعواتك المباركة ولك بمثلها.

قبل الجواب على سؤالك لي ملاحظة وهي أن تكون البسملة بالصيغة المعروفة (بسـم الله الرحمن الرحيم) فهي أولى من أي صيغة أخرى، إذ هي أول آية من سورة الفاتحة على رأي كثير من العلمآء رحمهم الله تعالى وهي الآية الثلاثون من سورة النمل {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وقد جرت السنة النبوية الشريفة على تصدير الكتب و الرسآئل بها. ولا يعني ذلك أن صيغة بسم الله العلي ّ الأعلى خطأ ولكن الأولى الأخذ بالصيغة المعروفة للأساب التي ذكرت ولغيرها.

أما عن جواب سؤالك، فهذه المواضيع تختلف من مدرسة روحية إلى أخرى، لكن الذي وجدناه في منهجنا أن المسلم يبدأ طريقه بالتوبة المخلصة ومعاهدة المرشد فيسمى سالكاً تيمناً بقول الله تبارك وتعالى {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} الإنسان 29، فالذي يتخذ السبيل يسمى سالكا فهو يسلك الطريق إلى الله عز وجل.

فإذا صدق ما عاهد الله سبحانه وتعالى عليه واستقام على هذا السلوك فقد يؤذن له بفتح الختم الشريف حيث تؤهله روحانيته لهذا العمل وهي الجلسة التي يذكر فيها ربنا عز وجل مستندا في ذلك إلى شرع الله عز وجل وهدي حضرة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم.

ثم بعد ذلك ربما يؤذن له بقبول السالكين ليؤدي من خلال ذلك مقاصد روحية ودعوية، وهذه المراتب الثلاث لا تؤهل الإنسان للقيام بأي عمل روحي تجاه الآخرين.

ثم بعد ذلك قد يترقى إلى مرتبة الخلافة الروحية عن مرشده، ومعنى ذلك أنه يصح منه التوجه مستفيداً من روحانية مرشده إلى عدد محدد وضئيل وقريب منه، ومعنى الخلافة أنه يخلف مرشده في كل شيء عدا الإستقلالية بالإرشاد وأن رابطته الروحية تكون مع مرشده.

ثم بعد ذلك إذا منّ الله سبحانه وتعالى عليه بفضله وشرح صدر مرشده في إجازته بالإرشاد التام المستقل فعند ذلك تكون أهليته الروحية بحيث يتلقى المدد الروحي من حضرة خاتم النبيين عليه أفضل الصلاة والتسليم.

ومع ذلك فإن أستاذ جيلنا حضرة الشيخ عبدالله الهرشمي طيب الله تعالى روحه وذكره وثراه وصف هؤلآء المرشدين بأنهم في أي ساعة من ليل أو نهار إذا قاموا بعملهم الروحي فإنهم يقومون به تحت الظلال الروحية لمرشدهم مع تأهلهم للإستقلال بالإرشاد والتوجه الروحي، إعترافا منهم بأنهم ما بلغوا هذه المرتبة ولا نالوا هذه المنقبة إلا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل مرشدهم الذي تولّى تربيتهم والعناية بهم.

مع التأكيد على أن هذه الأمور إجتهادية وغير ملزمة للجميع، فالأمر أولا وآخرا لله عز وجل، فقد تختصر هذه المراتب وقد يتأخر السالك فيها، وقد تكون مصلحة السالك أن لا يخبرهُ مرشده فيما وصل إليه من مرتبة عنده، وأرجو مراجعة الصفحة (306) من كتاب معالم الطريق في عمل الروح الإسلامي، وكذلك مراجعة جواب السؤال المرقم (1230).

والله سبحانه وتعالى أعلم.