2013/04/30

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يجوز لبس النقاب بدون إذن الولي؟

وهل يجوز أنْ يكون سبب اللبس منع الاختلاط؟

وهل يؤدى النقاب لمنع الاختلاط؟

وما هي الضوابط الشرعية للتعامل مع الرجال في العمل ولو كانوا في سنّ الوالدين؟

 

الاسم: أمة الله

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

النقاب مسألة تعددت فيها آراء فقهاء الأمّة رضي الله تعالى عنهم وعنكم قديما وحديثا، ولا أرى أنْ تصبح هذه المسألة سببًا في الخلاف بين الوليّ ومَن استولاه الله عزّ وجلّ رعايتهم، وينبغي أنْ تبنى هذه القضايا على التفاهم وحسن التقدير والحكمة، فالله جلّ جلاله جعل الدعوة إلى دينه على أساس ذلك  فقال سبحانه:-

{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [سورة النحل: 125].

وبالتالي فإن استطعتم أنْ تصلوا إلى القرار الصائب الذي يلائم الواقع الذي تعيشون فيه فذلك خير على خير، وإذا اختلفت وجهات النظر فالأولى الالتزام بتوجيه الوالدين إنْ لم يكن إثمًا، ولا أظنّ أنّ في ترك البنت النقاب إثمًا فالمسألة كما ذكرت سابقا مختلف فيها.

أمّا بالنسبة للاختلاط فهو يتحقّق سواء كانت البنت منتقبة أم لا، ولكن الإسلام أمر كلا الطرفين بآداب منها غضّ البصر كما قال ربّنا جلّ ذكره:-

{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [سورة النور: 30 – 31].

والضوابط الشرعية في التعامل مع الرجال واضحة وجليّة، قال عزّ من قائل:-

{— فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا} [سورة الأحزاب: 32].

فيكون التعامل بقدر الحاجة والضرورة مع مراقبة الخالق جلّ جلاله وعمّ نواله، وأسأله سبحانه أنْ يعين الجميع على تقواه، ويبلّغنا وإيّاكم رضاه.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل الفضل والمجد.