2013/5/30

مشاركة من فضيلة الشيخ مثنى جزاه الله خيراً.

:: ربٌ يتاجرُ لكِ في البرِّ والبحر ::

يُروى أنّ امرأة جاءت إلى سيّدنا داود عليه السلام فقالت: يا نبيَّ الله أربّك ظالمٌ أم عادل؟؟؟

فقال سيّدنا داود عليه السلام: ويحك يا امرأة هو العَدْلُ الذي لا يجور، ثمّ قال: لها ما قصتك؟

قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهنّ من غزل يدي، فلما كان أمس شدّدتُ غزلي في خرقةٍ حمراءَ وأردت أنْ أذهبَ إلى السوق لأبيعَهُ وأبلغَ به أطفالي، فإذا أنا بطائرٍ قد انقضّ عليّ وأخذ الخرقة والغزل وذهبَ، وبقيتُ حزينة لا أملكُ شيئاً أبلّغُ به أطفالي.

فبينما المرأة مع سيّدنا داود عليه السلام في الكلام.

إذا بالباب يُطرق على سيّدنا داود عليه السلام فأذِنَ له بالدخول، وإذا بعشرة من التجّار كلّ واحد بيده: مائة دينار، فقالوا: يا نبيَّ الله أعْطِها لمستحقها.

فقال لهم سيّدنا داود عليه السلام: ما كان سببُ حملِكُم هذا المال؟

قالوا: يا نبيَّ الله كنّا في مركبٍ فهاجَتْ علينا الريحُ وأشْرَفْنا على الغرق فإذا بطائرٍ قد ألقى علينا خرقةً حمراءَ وفيها غزلٌ فسدَدْنا به عَيْبَ المركب فهانَتْ علينا الريح وانسدّ العيب ونَذَرْنا لله أنْ يَتصدّق كلُّ واحدٍ منّا بمائة دينار، وهذا المال بين يديك فتصدّق به على مَنْ أردْتَ.

فالتفت سيّدنا داود –عليه السلام– إلى المرأة وقال لها: ربٌ يتاجرُ لكِ في البرِّ والبحر وتجعلينه ظالمًا !؟ وأعطاها الألف دينار وقال: أنفقيها على أطفالك.