2013/06/05

السؤال:

السلام عليكم شيخي سعد الله وجزاكم الله خير الجزاء أطلب منك أن تدعو لي بالهداية والصلاح التام الذي لا يتزحزح أبدا وأسألك شيخي:-

كثر في هذا الزمان الكلام عن مشروب الشعير وله أسماء كلباربيكان وغيره وبعدما أجريت له أبحاث اكتشف أنّ فيه نسبة من الكحول فهل هذه النسبة محرمة؟ وإنْ كانت قليلة على فتوى من الشيخ أسامة الرفاعي أم هذا حلال أم شبهة؟ لأننا نرى كثيرا من المسلمين يشربون من هذا الشراب بحجة أنه لا يذهب العقل.

أفيدونا بجواب شافٍ جزاكم الله خيرا.

 

الاسم: محمد خليل الراوي

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

جزاك الله عزّ وجلّ خيرًا على دعائك الطيّب، وأسأله سبحانه أنْ يوفقك لما يحبّ ويرضى.

قال الحق جلّ وعلا في كتابه الكريم:-

{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [سورة الأعراف: 31].

إنّ مثل هذه الأشربة إمّا أنْ تكون خالية من الكحول تمامًا وبالتالي لا حرمة في تناولها، أو فيها نسبة من الكحول، فإذا كانت هذه النسبة كبيرة فعندئذ يحرم تناولها لأنّها تصبح مسكرة وقد قال نبيّنا الأكرم صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:-

(كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ) الإمام البخاري رحمه الباري سبحانه.

أمّا إذا كانت النسبة قليلة بحيث لا يظهر لها أثر فلا مانع من تناولها.

وقد اطلعت عبر شبكة الإنترنت على فتوى صادرة من كلية العلوم الإسلامية في محافظة الأنبار بالتعاون مع كليّة الطبّ أثبتوا فيها وجود نسبة من الكحول المسكرة في كلّ هذه الأنواع من الأشربة الموجودة في السوق وقالوا:-

قد تصل النسبة في بعضها إلى ما يساوي نسبة الكحول الموجودة في الخمر المصنعة في بريطانيا وغيرها.

وفي كلّ الأحوال أرى:-

اجتناب تناول مثل هذه الأشربة لقول سيّدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه:-

(دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الكَذِبَ رِيبَةٌ) الإمام الترمذي رحمه الله جلّ في علاه.

وما أحلّه الله جلّ وعلا لنا منها أكثر بكثير ممّا حرّمه علينا، وهذا يدعونا إلى التمسّك بالكثير وهو الحلال الطيّب وترك القليل الذي هو الحرام الخبيث.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.