2013/06/21

السؤال:

حضرة الشيخ الدكتور سعد الله المحترم:

 

أود الاستفسار عن مسألة شرعية: إني طالبة في ماليزيا حاليا وهي كما تعلمون دولة مسلمة، لديّ جارة هندية وهي تحبّ التقرب منّي ولكنها ليست مسلمة فهي ترسل لي الطعام وتدعوني إلى الطعام في بيتها وأنا أحاول التهرب منها بمختلف الأعذار لأنني أشك في مدى شرعية الطعام عندها فهل يجوز أكل الطعام عندهم علما أنّ البضائع كلها حلال في ماليزيا والغير حلال محدودة جدا, وحسب علمي أنها تتبضّع من أسواق المسلمين، فما حكم الشرع؟ افتونا جزاكم الله عنا خير الجزاء.

 

الاسم: ام العزيز

 

 

الرد:

يقول الحقّ جلّ وعلا {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة/4]، والمراد بالطيبات هنا (الحلال) فعلى المسلم أنْ يتحرّى الحلال ليأكله ويعرف الحرام ليتجنّبه، فإذا كانت هذه المرأة من أهل الكتاب فطعامها حلال لقوله تعالى {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ} [المائدة/ 5]، وكذلك إذا كانت بوذية فطعامها حلال عدا الذبيحة، ولا أرى بأسا من تناول طعامها لأنّكِ ذكرت في سؤالك أنك مقيمة في ماليزيا وغالبية سكان هذه الدولة من المسلمين والحُكْمُ يكون للغالب، وذكرتِ أيضاً أنّ هذه المرأة تتبضّع من أسواق المسلمين وبالتالي فإنّ الظاهر أنّ الطعام الذي يُباع في محالّهم وأسواقهم حلال، وإني لأرجو الله تبارك وتعالى أنْ يوفقك لاستثمار حبّ تلك المرأة لك وحرصها على التقرّب منك في مرضاته سبحانه وتعالى فتكوني سببا لهدايتها وقد قال سيّدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم لسيّدنا عليّ رضي الله تعالى عنه (فوالله لأنْ يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أنْ يكون لك حُمُرُ النّعَم) الإمام البخاري رحمه الله تعالى، وقد جاء ذكر الرجل هنا في الحديث الشريف للتغليب وإلا فالمرأة لها ما للرجل أيضا إذا كانت سببا في هداية الناس، والله عزّ وجلّ أعلم.

وأرجو مراجعة جواب السؤال المرقم (396) في قسم (حلال وحرام) من هذا الموقع المبارك.