2013/09/07

الرسالة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. سيّدي حضرة الشيخ حفظكم الله تعالى وزادكم خيرا: أعظم الله تعالى أجركم وأحسن عزاءكم بوفاة العالم العامل حضرة المرشد الكامل المربي الشيخ محمد الترجاني (طيّب الله ذكره وثراه وجعل الفردوس الأعلى مثواه) الذي انتقل الى جوار ربّه مساء أمس الجمعة .. وإننا بفقده نفقد نجما من نجوم الهداية الربانية .. نسأله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون .

 

الاسم الكامل: سؤدد

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاك الله عزّ وجلّ خيرا على دعواتك الكريمة وتعازيك الأليمة بوفاة سيّدي حضرة الشيخ محمد الترجاني طيّب الله تعالى روحه وذكره وثراه وجعله رفيقا لحبيبه ومصطفاه صلى الله تعالى وسلم عليه وآله وصحبه ومن والاه. لقد سمّى الله تبارك وتعالى الموت مصيبة فقال في كتابه الكريم {…فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ…} [المائدة/106]. فإذا كان موت المسلم مصيبة فكيف بموت العالم؟ وإذا كان موت العالم مصيبة أكبر فكيف بموت العالم الربانيّ والمرشد الروحانيّ؟

إنّ في موت هذه الذوات الشريفة خسارة كبيرة، فعن السيّدة زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها (أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: لا إله إلا الله ويلٌ للعرب مِنْ شرّ ما اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا، وحلّق بإصبعه وبالتي تليها، فقالت زينب فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث) الإمام البخاري رحمه الله تعالى، فإذا كان الهلاك مصيرا للأمّة مع وجود الصالحين رضي الله تعالى عنهم وعنكم عندما يكثر الخبث، فكيف يكون مصيرها إذا كثر الخبث وقلّ وجود الصالحين رضي الله تعالى عنهم أجمعين؟

كما إنّ بموتهم يكثر الجهل وتعمّ الفوضى، قال نبيّنا المصطفى صلى الله تعالى وسلم عليه وآله وصحبه أهل الفضل والوفا (إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهّالا فسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا) الإمام البخاري رحمه الله تعالى.

وصدق سيّدنا الحسن البصري رحمه الله تعالى إذ قال: (موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدّها شيء ما اختلف الليل والنهار) الإمام الدارمي رحمه الله تعالى.

ومع هذا لا يسعنا إلا أنْ نقول ما أمرنا الله عزّ وجلّ به {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة/156]. ونقول مثل ما قال سيّدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم لمّا توفي ولده الكريم سيّدنا إبراهيم عليه السلام: إنّ العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربّنا وإنا بفراقك يا سيّدي يا حضرة الشيخ محمد لمحزنون.

اللهمّ آجرنا في مصيبتنا وأخلف علينا خيرا برحمتك يا أرحم الراحمين.