2014/04/05

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد فبعد حمد لله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على سيّد خلقه صلى الله عليه وسلم

أقبّل أياديكم شيخنا الكريم والله أسأله سبحانه أن يمنّ عليكم بالصحة والثبات والإيمان إنّه سميع الدعاء.

السؤال: في كثير من المسابقات الإسلامية لتحفيظ القرآن الكريم نرى اشتراك بعض أخواتنا المسلمات فيها فما حكم سماع التلاوة بأصواتهن وهل هي عورة أم لا؟ وجزاكم الله خير.

 

الاسم: محمد سلمان حمد الجنابي

 

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاك الله عزّ وجلّ خيراً على أدبك  ودعائك ولك بمثله.

أما بالنسبة لسؤالك فالجواب عنه:

أولاً:- أمرنا الله تبارك اسمه بالاهتمام بتلاوة القرآن الكريم فقال سبحانه {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (المزمل/4)، وقال جلّ وعلا {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} (العنكبوت/49)، وحثّ النبيّ صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم على التنافس في حفظه فكان يقدّم في الإمارة وحتى في الدفن مَنْ كان أكثر حفظا، وعن سيّدنا جابر رضي الله تعالى عنه قال (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ —) الامام البخاري رحمه الباري سبحانه.

قال سيّدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وآله  (إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: “هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ) الإمام ابن ماجة رحمه الله تعالى، ولكن على المسلم أنْ يحرص على حفظه ويجعله خالصا لوجه الله تبارك وتعالى بعيدا عن الرياء والسمعة فإذا كان كذلك فيستحب الدخول في المسابقات من الرجال والنساء من باب تثبيت الحفظ وتشجيع الناس.

ثانيا: ذهب جمهور الفقهاء رضي الله تعالى عنهم وعنكم إلى أنَّ صوت المرأة ليس بعورة والنهي الذي ورد في قوله تبارك وتعالى {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب /32)، يخصّ تليين القول وتزيينه بنيّة الفتنة وورد أنّ الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم كانوا يأخذون الأخبار من نساء النبيّ صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم ولو كان ذلك ممنوعاً في الشرع الشريف لما فعلوه.

والله تبارك وتعالى أعلم.