2015/09/23

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله.

لدي مبلغ من المال مخصص لأضحية لكن لدي صديق معسر قام بطلب سلفة مني فما هو الأولى ذبح الأضحية أم إقراض المعسر؟

ولكم جزيل الشكر.

 

الاسم: اياد

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

أشكرك على تواصلك مع هذا الموقع المبارك، وأسأل الله جلّ في علاه أنْ يوفقك وجميع المسلمين والمسلمات لعمل الصالحات وترك المنكرات إنّه سبحانه سميع مجيب الدعوات.

قال الحقّ سبحانه:-

{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة البقرة: 245].

وقال أيضا:-

{إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [سورة التغابن: 17].

وقال نبيّنا الأكرم صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:-

(مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ —) الإمام مسلم رحمه الله عزّ وجلّ.

وقال أيضا:-

(مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ جلاله.

 

والقرض أفضل من الصدقة لقوله عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام:-

(رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنْ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: لِأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ، وَالْمُسْتَقْرِضُ لَا يَسْتَقْرِضُ إِلَّا مِنْ حَاجَةٍ) الإمام ابن ماجه رحمه الله تعالى.

وعَنْ سَيِّدِنَا أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ:-

(لَأَنْ أُقْرِضَ دِينَارَيْنِ مَرَّتَيْنِ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِمَا؛ لِأَنِّي أُقْرِضُهُمَا فَيَرْجِعَانِ إِلِيَّ فَأَتَصَدَّقَ بِهِمَا فَيَكُونُ لِي أَجْرُهُمَا مَرَّتَيْنِ) الإمام البيهقي رحمه الله عزّ وجلّ.

وورد في فضل الأضحية الكثير أيضا منها: قول سيّدنا رسول الله صلى الله تعالى وسلم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه:-

(مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا) الإمام الترمذي رحمه الله سبحانه.

ولمعرفة المزيد أرجو مراجعة باب أحكام الأضحية في هذا الموقع الكريم.

بناء على ما تقدّم أرى أنّ إقراض صديقك المعسر أولى من الأضحية، لأنّها سنّة مؤكدة عند جمهور الفقهاء رضي الله تعالى عنهم وعنكم.

أمّا الإقراض فتعتريه الأحكام الخمسة:-

(الوجوب، الندب، الإباحة، الكراهة، الحرمة).

تبعا لحال المقرض والمستقرض، وطبيعة الواقعة التي على أساسها يكون القرض.

فعلى سبيل المثال إذا كان المستقرض معسرا، والمقرض موسرا، وسبب القرض تتوقف عليه حياة إنسان، يكون حكم الإقراض واجبا.

أمّا إذا كان سبب القرض عاديا، فحكمه الندب.

فإذا تساوى الأمران كان حكمه الإباحة.

أمّا إذا ورد احتمال ارتكاب ما يحرم كان حكمه مكروها، فإذا تأكّد ذلك أصبح حراما.

ويتأكّد تفضيل الإقراض على الأضحية إذا كنتَ قد ضحّيت من قبل.

والله عزّ شأنه أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم وبارك على خير مَنْ أقرض وضحّى، وهو من الضحى أضحى، سيّدنا وحبيبنا المصطفى، وعلى آله وصحبه أهل الصدق والوفا.