17/4/2019

نص السؤال:

السلام عليكم ورحمه الله سؤال هو إنني كنت مرتبطة بشخص وأفقدني عذريتي ثمّ تبت إلى الله عزّ وجلّ وتعرّفت على شخص آخر أحبّني وأحببته في الله، تقدّم لي ولكن لم أخبره عمّا وقع سابقا وقلت له يوم الزفاف إنّني عزباء وصدّقني، هل يعتبر زواجي باطلا فأنا أردت ستر نفسي فقط؟

 

الاسم: سائل

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

سُررت بتواصلكم مع هذا الموقع الميمون، وأسأل الله جلّ جلاله لكم التوفيق والسداد إنّه سبحانه رؤوف بالعباد.

الجواب باختصار:-

لا يُعدُّ الزواج باطلًا، وحسنًا فعلت بكتمان الأمر؛ فالستر واجب، والتوبة تقتضي دوام الاستغفار والعمل الصالح.

التفصيل:-

لا يخفى أنّ الزنا من أكبر الكبائر التي تستوجب غضب الله جلّ وعلا، وهو جريمة خطيرة لها آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، قال عزّ من قائل:-

{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيْلًا} [سورة الإسراء: 32].

ولكن من رحمة الله جلّ جلاله أنْ رزقك التوبة التي تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا؛ قال الله جلّ في علاه:-

{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [سورة الفرقان: 68 – 70].

وقال الرحمة المهداة صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:-

(التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ) الإمام ابن ماجه رحمه الله سبحانه.

أمّا زواجكِ فصحيح، وكتمانكِ لما حصل غير مخالف للشرع الشريف؛ لأنّ الله عزّ شأنه سِتِّيْرٌ يحبّ السِّتر، ويجازي خيرًا عليه؛ فلا يجب عليكِ أنْ تخبري زوجكِ بما كان منكِ ـ بل ولا يجوز هذا أصلا ـ  وعليكِ أنْ تستتري بستر الله تعالى، وتكتمي ذلك عن جميع الناس، وأكثري من التوبة والاستغفار والدعاء أنْ يستركِ الله تبارك اسمه في الدنيا والآخرة، ويغفر لكِ ذنوبكِ ويكفّر عنكِ سيئاتكِ، ثمّ سارعي إلى الأعمال الصالحة المكفّرة للخطايا والذنوب مثل الصلاة والصيام والصدقة.

قال سبحانه:-

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة سيّدنا هود عليه السلام: 114 – 115].

والله جلّ ذكره أعلم.

وصلّى الله تعالى على الرحمة المهداة وآله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا.