2020-05-13
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سيّدي حفظكم الله تعالى ورعاكم وسدّد خطاكم وزادكم علماً ونوراً.
السؤال: هل ورد اسم الزاهد في القرآن الكريم؟ وأين ورد؟
شكراً وجزاكم الله تعالى خيراً.

الاسم: أبو إبراهيم

الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
جزاكم الله عزّ وجلّ خيراً على دعواتكم الطيّبة ولكم بأفضل منها.
كلمة زاهد على وزن (فاعل) والفعل (زهَدَ)، والزُّهد كما جاء في لسان العرب
(ضِدُّ الرَّغْبَةِ وَالْحِرْصِ عَلَى الدُّنْيَا، وَالزَّهَادَةُ فِي الأَشياء كُلِّهَا: ضِدُّ الرَّغْبَةِ. زَهِدَ وزَهَدَ، وَهِيَ أَعلى، يَزْهَدُ فِيهِمَا زُهْداً وزَهَداً؛ بِالْفَتْحِ عن سيبويه، وزهادة فَهُوَ زَاهِدٌ) لسان العرب (3/196).
ولم ترد هذه الكلمة نصّاً إلّا مرّة واحدة بصيغة جمع المذكر السالم في سورة سيّدنا يوسف عليه السلام في قوله تعالى:-
{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يوسف عليه السلام: 20].
أي باعوه بثمن بَخْسٍ، أي قليل، ولم يكونوا حريصين على الاحتفاظ به عليه الصلاة والسلام.
ولكن وردت آيات كريمات في كتاب الله العزيز حثّت على الزهد في الدنيا وتفضيل الآخرة عليها، منها قوله عزّ من قائل:-
{— قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 77].
وقوله عزّ وجلّ:-
{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 96].
وقوله سبحانه:-
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [فاطر: 5].
وللاطلاع على معنى الزهد أرجو مراجعة جواب السؤال المرقم (1389) في هذا الموقع المبارك.
أسأل الله جلّ جلاله وعمّ نواله أنْ يرزقنا الزهد والقناعة في الدنيا ويرغبنا في الآخرة فهي دار القرار ومواهب الرحيم الغفّار.
وصلّى الله تعالى وسلّم وبارك على حضرة النبيّ المختار، سيّدنا محمد وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار.
والله عزّ شأنه أعلم.