2020-05-22
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته حضرة الشيخ الجليل نفعنا الله القدير بعلمكم الواسع وأنعم عليكم بالرضا والإحسان…
حضرة الشيخ الجليل أنا من العراق ومقيم الآن مع عائلتي في تركيا… سؤالي أنه هل يمكن أن أخرج زكاة الفطر في العراق بدلا من تركيا لعدم معرفتي أين أدفعها في تركيا…. وهل يشترط إخراجها عينا أم يمكن ذلك نقدا؟ بارك الله جل شأنه فيكم ورفع قدركم في الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاسم: أبو محمد من تركيا

الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
وأشكرك على تواصلك مع هذا الموقع المبارك، وعلى دعواتك الطيّبة الصادقة، وأدعو الله جلّ وعلا لك بمثلها وزيادة إنّه سبحانه سميع مجيب.
الأصل أنَّ زكاة الفطر تخرج في البلد الذي تقيم فيه سيّما إذا كان هناك فقراء ومساكين، ولكن إذا اقتضت الضرورة والحاجة لإخراجها في البلد الأصلي أو أي بلد آخر فيه من أهل مصارف الزكاة، فعند ذلك لا بأس بذلك ولا حرج.
أمّا كون جنابك لا يعرف أين يدفعها، فلك أنْ تسأل، فالمسلمون والحمد لله ربّ العالمين هم كثر في البلد الذي تقيم فيه، وكذلك فيه مِنْ مصارف الزكاة وربما تجد فيه مَنْ هم من بلدك، قال جلّ جلاله:-
{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
أمّا كون إخراجها عينا أي طعاما أو نقدا أي القيمة، فقد تعددت آراء الفقهاء رحمهم الله سبحانه فيه:-
1- الجواز وهو مذهب السادة الحنفية ومَنْ وافقهم رضي الله عزّ وجلّ عنهم وعنكم.
2- عدم الجواز وهذا مذهب السادة الشافعية ومَنْ وافقهم رضي الله سبحانه عنهم وعنكم.
والذي أرجّحه هو الأوّل لأنّ فيه تحقيق الحكمة الكبرى من الإنفاق (مصلحة الفقير) خاصّة في هذا الزمان.
والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا.