17/10/2009

السؤال:

السلام عليكم

كيفك شيخي العزيز..

أكتب لك هذه الكلمات وأنا تغمرني السعادة والشوق، إني أحد أحباب الشيخ المرحوم محمد فاضل السامرائي -رحمه الله تعالى وقدّس سرّه العزيز-، كنت آتي إلى ختمكم الشريف أيّام الخميس، وكنت أقبّل يدكم الشريفة وألتمس منكم الدعاء.

شيخي، إنّي في حال غير راض عن نفسي، فقد تراجعت عن ذكري ووردي بعد وفاة الشيخ محمد فاضل، وأحس أنّي في ضياع.

أرجو دعاءكم، وإذا يوجد أيّ حلّ أرجوك يا شيخي أنقذني، حتّى في مجال العمل لم أتوفق لحدّ الآن في أنْ أعمل في مجال اختصاصي، علمًا أنّي خرّيج علوم بايولوجي سنة 2007

أرجو أنْ تدعو لي، ويعلم الله حبّي وإخلاصي لكم.

أخوكم وخادمكم كاكا حسين هدايت من أربيل، أبوس يدكم وتراب نعلكم.

 

الاسم: حسين هدايت

 

الرد:-

الأخ الكريم حسين رعاك الله تعالى، أجيب على رسالتك بهذه النقاط المهمة، أرجو أنْ تأخذ بها بعناية:-

1- فضيلة الشيخ محمد فاضل رحمه الله جلّ في علاه كان من الذين أجيزوا بفتح الختم الشريف وقبول السالكين نيابة عن المرشد وهو سيّدي حضرة الشيخ عبد الله الهرشمي عليه رضوان الله سبحانه، ولم يكن الشيخ محمّد مرشدًا مستقلًا عن شيخه، بل نائبًا عنه كما أسلفت، فإنّك بين حالتين:-

إمّا أنْ تكون قد سلكت عن طريقه وأمرك بالرابطة مع حضرة الشيخ عبد الله طيّب الله تعالى روحه وذكره وثراه، ثمّ عندما توفي حضرة الشيخ قُدِّسَ سرّهُ بقيت على هذه الحال فعليك أنْ تقرّر السلوك على يد أحد السادة المرشدين الحاليين رضي الله تعالى عنهم وعنكم.

أو أنّ فضيلة الشيخ محمد رحمه الله جلّ في علاه أمرك أنْ ترابط مع حضرة الشيخ فائق رضي الله تعالى عنه بعد وفاة حضرة الشيخ عبد الله قدّس سرّه، فواجب عليك أنْ تلتزم بهذا.

2- إنّ العمل الروحي الإسلامي لا ينقطع بوفاة أيّ من المشايخ والذوات الذين أجيزوا بأعمال روحية ما دام هناك مرشد حيّ والحمد لله، ولا يجوز لأمثالك من المخلصين أنْ يتقاعسوا عن عملهم الروحي بمجرّد ارتحال أحد المشايخ إلى الدار الآخرة عليهم رحمة الله سبحانه جميعا.

وهذه نصيحتي لكلّ الأخوة الذين يقرؤون هذه الأسطر.

3- إنّ الختم الشريف في يوم الخميس لا زال موجودًا والحمد لله ربّ العالمين في مكانه وموعده لم ينقطع بفضل الباري عزّ وجلّ، ثمّ بفضل المخلصين من طلاب هذا الطريق المبارك، فبادر إلى ما اعتدت عليه، وإذا كنت في أربيل فهناك مجلس الختم الذي يرعاه حضرة الشيخ المرشد فائق بن حضرة الشيخ عبد الله، أو أخوه حضرة الشيخ محمّد رضي الله تعالى عنهم وعنكم، فالخير عميم والنبع لم ينقطع بفضل الله جلّ جلاله وعمّ نواله.

4- أمّا موضوع عملك، فإنّ المرء يجب أنْ يأخذ بكلّ الأسباب التي وضعها الله عزّ شأنه لبلوغ الغايات، فمن الأسباب التوجه إلى الله سبحانه بالدعاء والمثابرة على ذلك، ثمّ الضرب في بقاع الأرض ليقتفي أثر رزقه الذي كتبه الله تعالى له، فهو القائل سبحانه:-

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [سورة الملك: 15].

ولا يخفى عليك أنّ الحياة الدنيا هي مكان ابتلاء المسلم، ولا يمكن أنْ يبلغ كلّ ما يرجوه أو يعتقد أنّه يستحقه، فيجب عليك أنْ تقنع في البداية بكلّ عمل شريف يدرّ قوتك وقوت مَنْ تعول ريثما ييسّر الله جلّ وعلا لك عملًا جديرًا بك وبتخصّصك.

أسأل الله جلّ في علاه أنْ يوفقك لكلّ خير.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.