16/01/2010

السؤال:

السلام عليكم.

سيّدي أجيبوني حفظكم الله عن سؤالي:

إنّني أعيش في بلاد الغرب، وهنا توجد عادة تكاد أنْ تكون واجبًا وفرضًا، وإنّهم ليَعْجَبُونَ من الشخص الذي لا يؤديها رجلًا كان أم امرأة، وفي ثقافتهم الّذي لا يؤديها مع الشخص المقابل ينقص احترامه، ألَا وهي (المصافحة)، وإذا تعذّرنا وشرحنا أنّ ديننا ينهى عن فعلها فُهِمَت بمعنى سلبيّ، ويقولون بأنّهم يلتقون بمسلمين ويصافحونهم فلماذا الاختلاف؟ (علمًا أنّ بعض الحالات تكون ضرورية كمقابلة دكتور أو عمل أو دراسة.. إلخ).

أرشدونا جزاكم الله خيراً.

 

الاسم: أبو عبد الرحمن/ أمريكا

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

حفظكم سبحانه، وضاعف لكم الحسنات، ورفع لكم الدرجات، وأجاب لكم الدعوات، وأشكركم على زيارتكم لهذا الموقع الكريم.

ملامسة المرأة الأجنبية من غير ضرورة حرامٌ شرعًا، والمقصود بالمرأة الأجنبية هي كلّ امرأة غير محرّمة على وجه التأبيد، فقد قال سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه:-

(لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ) الإمام الطبراني رحمه الله جلّ وعلا.

وقالت سيّدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها:-

(وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي المُبَايَعَةِ، وَمَا بَايَعَهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ) الإمام البخاري رحمه الباري سبحانه.

وقد يظنّ البعض في الغرب أنّ سبب عدم المصافحة هو إنّ الإسلام يعتبر المرأة (نجسة) فيجب إفهامهم بطلان هذا القول، بل إنّنا نُجِلُّ المرأة ونحترمها، ومن هنا جاء المنع، إذ إنّ من طبيعة الأشياء أنّ كلّ ما هو ثمين يحاط بالعناية وتحجبه الحُجُب ولا يجوز لكلّ مَنْ هَبَّ وَدَبَّ أنْ يلمسه، فإنّ الجواهر الثمينة لا تعرض كما تعرض السلع الرخيصة، فهذه تستطيع تقليبها كيف تشاء، أمّا الذهب والجواهر النفيسة فيعتني البائع بعرضها بكلّ رفق، وتكون في خزانات جميلة ومتينة، وعندما تشتريها تُعلّب وتُغلّف ثمّ توضع في كيس مميّز وهكذا، فكلّما زادت قيمة القطعة زادت تفاصيل عرضها وتغليفها تبعًا لقيمتها، والأمثلة تضرب ولا تقاس، فإنّ نظرة الإسلام للمرأة نظرة تقدير، فلا تستباح كما تستباح السلعة الزهيدة، فجاء الأمر بحجابها وعدم مصافحتها إلّا بحقها وهو الزواج.

من هنا فإنّ من الواجب عليك بصفتك مسلمًا أنْ تحمل أمانة إيصال فكر هذا الدين العظيم وتبيّن لهؤلاء ما خفي عنهم أو وصلهم بطريقة مغلوطة.

وأسأل الله جلّ جلاله أنْ يعينك على ذلك ويثبتّك خاصّة وأنت في موضع امتحان الغربة.

والله جلّت قدرته أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على صاحب الخلق العظيم، سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه الميامين.