18/4/2010
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سيدي الفاضل الكريم.. لدي سؤال إن أمكن: هل يجوز نقل دم من نصراني إلى مسلم؟ وإذا كان جائز كيف نوفق بين الجواز وقوله تعالى {إنما المشركون نَجَس} علماً أن المسيحيين في وقتنا الحالي هم مشركون؟
 
الاسم: إبنتكم المحبة
 
 
الـرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
نقل الدم بصورة عامة يجوز للضرورة القصوى لأن الدم بحد ذاته نجس ويجب الاحتراز عنه، ولا فرق في ذلك بين دم المسلم وغير المسلم لأن النجاسة المذكورة في الآية الكريمة هي نجاسة معنوية وليست حكمية، أي أن العقيدة هي النجسة، ولذلك تجوز مصافحة أهل الكتاب والتزوج من نسائهم وتناول أطعمتهم حيث قال عزوجل {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ} المائدة 5. ولا يمكن أن نقول أن النصارى وأهل الكتاب بصورة عامة مشركون في زماننا هذا، فليس لذلك دليل، حيث أن أهل الكتاب يؤمنون بوجود الله تعالى، لأن الله عزوجل الذي وصفهم في كتابه العزيز بالمشركين قد فرق بينهم وبين المشركين الذين ليسوا من أهل الكتاب حيث قال: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ…} البقرة 105. بل إنه عز وجل وصف بعض أهل الكتاب بالتبتل حيث قال {لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} آل عمران 113.
 
والله سبحانه وتعالى أعلم.