25/6/2010

السؤال:

سيّدي حضرة الشيخ سعد الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو يا سيّدي أنْ تدعو لي ولأهلي وخاصّة أنّي قد أسافر إلى قطر فادع لي أنْ تكون خيرًا لي، وأيضًا سيّدي ألاحظ أنّ الورد عندما أعمله لا أستشعر بحلاوته مثل أوّل، فما تنصحنا جزاك الله خيرًا.

وسامحني يا حضرة الشيخ لأنّي لا أتواصل معك كثيرًا عبر التلفون أو النت وذلك لأنّي أعرف كثرة أعمالك والضغط عليك وخاصّة من السالكين وشكرًا لكم.

 

الاسم: أحمد عز الدين

 

الـرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

أدعو الله جلّ وعلا أنْ يوفقك في رحلتك ويكتب لك رزقًا طيّبًا.

أمّا ما ذكرته من عدم استشعار حلاوة الذكر كالسابق فإنّ السالك في بداية طريقه يلقى رعاية خاصّة من مرشده بتوجهاته إليه كما تُرعى النبتة اليانعة، ولكن بعد أنْ يقطع السالك شوطًا في طريقه يقلّل المرشد من تركيزه عليه كي يعتمد على نفسه أكثر في توجهه إلى الله سبحانه واستجلاب بركات مرشده في ذلك بإذن الله جلّ في علاه، لأنّنا مكلفون فينبغي أنْ يتجسّد فينا معنى التكليف والمجاهدة، قال عزّ من قائل:-

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة العنكبوت: 69].

وقال حضرة نبيّنا الأكرم صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم:-

(وَالمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ) الإمام أحمد رحمه الفرد الصمد تقدّست أسماؤه.

وعن سيّدنا ربيعة بن كعب رضي الله تعالى عنه قال:-

(كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي: سَلْ، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ جلاله.

فالمرشد والمسترشد يتعاونان في السير إلى الله عزّ شأنه والوصول إلى رضوان الله سبحانه والجنة، فسيّدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه، لم يعتذر لسيّدنا ربيعة رضي الله تعالى عنه وإنّما أقرّه على طلبه وطلب منه أنْ يبادر هو أيضًا ليؤدي ما وجب عليه في المجاهدة، فعليك أنْ تجدّ السير وتحثّ الخطى وتميط عن طريقك العوائق والعلائق والأذى كي تأنس بذكر الله عزّ وجلّ ومن ثمَّ تصل إلى رضوان الله جلّ جلاله والجنة بفضله ورحمته فإنّه سبحانه صاحب العطاء والمنة.

أمّا عن اعتذارك عن المواصلة فأنا أعذر الجميع في ذلك، فمشاغل ومصاعب الحياة تشمل الجميع وأنا لا أتواصل عبر النت مع الإخوة إلّا من خلال هذا الموقع الكريم.

والله جلّ وعلا يوفقك ويرعاك، وهو أعلم وأحكم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.