20/10/2010
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته امرأة اسقطت جنينين الأول عمره ثلاثة أشهر والثاني أربعة أشهر، فقيل لها إن لها تابعة تكون سبباً في إسقاط الأجنة ولا سيما أنها رأت منامات مفزعة قبل إسقاط الجنينين.. علماً أنها امرأة تصلي وتقرأ القرآن الكريم…


الاسم: سؤدد

الـرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولاً أحب أن أصحح ما ورد في السؤال من اسم (تابعة أو تابع) فالله عز وجل سمّاه (قرين) حيث قال سبحانه: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} الزخرف 36، وهذا القرين هو غير التابعة أو التابع الذي أشيع بين الناس فهو أمر خرافي لا واقع له ورد في حديث موضوع على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بإجماع المحدثين واستثمره الدجالون- حاشاكم- من السحرة والمشعوذين لأهداف كثيرة منها أكل أموال الناس بالباطل وإخافة المسلمين والمسلمات وتسهيل إدخال الضرر عليهم. أما الحالة التي تمر بها هذه المرأة فهي لا تخلو من:

1- أنها ضعيفة على الإنجاب فعليها استشارة الطبيبة والأخذ بتوجيهاتها.
2- أنها من الأقدار التي قد تنزل بالإنسان، فيجب عليها أن ترضى بما قدر الله تبارك وتعالى، وتعلم أن الله عز وجل يختار لها ما يشاء سبحانه وتعالى.
3- قد تكون بسبب ما جنت يداها أو يد زوجها من المعاصي والآثام فأخذهما الله سبحانه وتعالى بذنبيهما، فيجب عليهما أن تراجعا نفسيهما وتراقبا حاليهما مع ربهما سبحانه وتعالى، وأن تأخذا بالعلاج الذي هو التوبة قال الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} النساء 17، والإنابة وكثرة الاستغفار قال جل جلاله: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} سورة نوح عليه السلام 10-12، والدعاء قال سبحانه {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر 60، والصدقة قال صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة) الإمامان الطبراني والخطيب رحمهما الله تعالى. أما ما تراه من منامات مفزعة فينبغي عليها أن لا تنام إلّا على وضوء كامل، مع الإتيان ببعض أذكار النوم الواردة في الشرع الشريف، وأن لا تحدث أحداً بما ترى عملاً بتوجيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إذ قال: (الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحداً، فإنها لن تضره) الإمامان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى. وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه، وفي لفظ: -فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل-) الإمام مسلم رحمه الله تعالى، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع: “بسم الله.. أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) الإمامان مالك وأحمد رحمهما الله تعالى. و كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام من الليل (فكبر قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه ثم يستفتح صلاته) الإمامان الدارمي والبيهقي رحمهما الله تعالى. وأسأله تعالى أن يكرمها بذرية صالحة إنه كريم وهاب.

هذا والله سبحانه وتعالى أعلم.