12/1/2011
السؤال:
قال الشعراني في المنن الكبرى ط دار الكتب العلمية ص447-448 ناقلاً عن الشيخ محي الدين في فتوحاته:
إذا أراد الله تعالى أن يخلق إنساناً معتدل النشأة، وتكون جميع حركاته وتصرفاته مستقيمة، وفَّق الله تعالى الأب لما فيه صلاح مزاجه، ووفَّق الأم أيضاً كذلك.. فيجامع الرجل امرأته في طالع سعيد، بمزاج معتدل، فينزل الماء في الرحم المعتد، ويوفق الله الأم، ويرزقها شدَّة الشهوة إلى كل غذاء يكون فيه صلاح مزاجها، وما تتغذى به النطفة، في الرحم، فتقبل النطفة التصوير بإذن الله تعالى في مكان معتدل، ومواد معتدلة، وحركات فلكية مستقيمة، فتخرج النشأة، وتقوم على اعتدال الصورة، فتكون نشأة صاحبها معتدلة، ليس بالطويل ولا بالقصير .. إلخ.
السؤال: ما مدى صحَّة هذا الكلام من الناحية الطبية والشرعية؟
الاسم: مصطفى
 
 
الـرد:
صحة هذا الكلام من الناحية الطبية يُسأل عنها أهل الإختصاص وهم الأطباء خاصة فيما يتعلق بخلقة الجنين، أما من الناحية الشرعية فهو صحيح ويدخل ضمن اجتهادات الشيخ رحمه الله تعالى ولها ما يؤيدها، فإن اعتدال مزاج الإنسان له دور كبير في تصرفاته ونجاحه و فشله، بل يؤثر ذلك في صحته، فمن الثابت أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالسياحة التي تؤدي الى تحسين أمزجتنا وترويح نفوسنا، وجعل سبحانه وتعالى طلاقة الوجه من الفضائل، بل أمر بها وجعلها صدقة على لسان النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فقال (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) البخاري والبزار والبيهقي رحمهم الله تعالى، ونهى عن العبوسة والغضب فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال: (لا تغضب فردد مراراً قال: لا تغضب) البخاري رحمه الله تعالى، وقد سئل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أي الناس أفضل؟ فقال: (كل مخموم القلب صدوق اللسان) قالوا: فما مخموم القلب؟ قال: (هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد) إبن ماجه رحمه الله تعالى، وهذا ما أكدته الأبحاث الجديدة علمياً أن الحالة العصبية والنفسية تؤثر على معظم أجهزة الجسم مثل القلب والجهاز الهضمي وحتى بعض الأمراض أو الأورام عافانا الله عز وجل وإياكم من كل سوء.
 
والله سبحانه وتعالى أعلم.