17/12/2011

السؤال:

السلام عليكم،

هل على الزوجة شرعاً طاعة أم زوجها إذا أمرتها وأجبرتها على العمل في (البيت)؟ وهل هي مسؤولة عن ضيف مهما كانت درجة قرابته بالنسبة للأم أو الأب؟

الاسم: عامر أبو ياسر

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

لقد رأى المسلمون أنّ من الحكمة عدم تجاور الأقارب في السكن، فقد كتب سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لعمّاله أنْ

(مُرُوْا الأَقَارِبَ أَنْ يَتَزَاوَرُوْا وَلَا يَتَجَاوَرُوْا)

وقد علّق الإمام الغزالي رحمه الله جلّ في علاه على ذلك في كتابه الإحياء فقال:-

(وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّ التَّجَاوُرَ يُوْرِثُ التَّزَاحُمَ عَلَى الحُقُوْقِ، وَرُبَّمَا يُوْرِثُ الوَحْشَةَ وَقَطِيْعَةَ الرَّحِمِ) إحياء علوم الدين (2/216).

فإنْ كان هناك محذور من جيرة الأقارب فإنّ سكناهم سوية فيه حرج أكبر، مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ واجب الزوج أنْ يجعل لزوجته سكنًا مستقلًا لا يشاركها فيه أحد إلّا بإذنها، فإنْ أذنت لأحد من أقاربه -كأمّه مثلًا- أو قبلت بالسكنى مع أهله فليس لأمّه أنْ تأمرها بشيء من الأعمال، ولكن يجب أنْ يشاع بينهما مبدأ التعاون المنبثق من المحبّة في إنجاز شؤون البيت، ولا تؤخذ المسائل بالأوامر، قال عزّ وجلّ:-

{— وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [سورة المائدة: 2].

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.