8/2/2011

السؤال:

السلام عليكم..

أود أن أعرف كيف أطهر من الحيض فأنا فعلاً محتارة، وبدأت أشك وأضيع، فقد كثرت الفتاوى في هذا الأمر، هل الطهر يكون بتوقف الدم أو البني الغامق؟ ثم إذا نزل صفرة أو كدرة هذا يعتبر طهراً ولا أنظر إليه أنه من الدورة، هناك قول بالقصة البيضاء، لكن قد لا تنزل هذه أو تنزل وأنا أستنجي من البول بالماء (الشطاف) وخاصة أنني من النساء اللواتي دائماً ينزل منهن الإفرازات المهبلية.

أريد أيسر طريقة للطهر لكي لا أتوسوس و أضيع الصلوات.

 

الاسم: هـ . م

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

أود أنْ أذكّر بأنّ ديننا العظيم هو دين اليُسر لا العسر.

قال الله جلّ جلاله:-

{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [سورة البقرة: 185].

وقال سبحانه:-

{— وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ —} [سورة الحج: 78].

وقال سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:-

(هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، قَالَهَا ثَلَاثًا) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ وعلا.

والمتنطّع: المتشدّد.

وقالت أمّنا السيّدة عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها:-

(مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الْآخَرِ، إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا، كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ) الإمام مسلم رحمه الله عزّ وجلّ.

وعلى المسلم أنْ يبتعد عن الوساوس متى ما صرحت الشريعة الغرّاء بحكم واضح.

وبالنسبة لسؤالك فإنْ كنتِ تعلمين الأيّام المعتادة وانقطع الدم بعدها فلا تلتفتي إلى باقي الألوان خاصّة إذا لم تنزل أو تظهر إلى الخارج، فالنساء يختلفن فيما يعقب الدم تبعاً لخلقتهن وما يعتريهنّ من أعراض جرّاء مرض أو تناول دواء، فدعي الشكوك والوساوس عنك واغتسلي متى ما انقطع الدم المعتاد، وانصرفي لعبادة ربك جلّ وعلا، واشكريه سبحانه على ما وسّع لعباده ومنّ عليهم مِن تيسير.

والله عزّ شأنه أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل الفضل والمجد.