السؤال:
بسم الله
السلام عليكم،
 
رأيت في منامي كأني في بيت أهلي في بغداد وأهلي جميعاً متحضرين لنسافر في سيارة أبي وهي سيارة جمسي كبيرة بيضاء اللون وأنا كنت أضع الأغراض في السيارة وأرتبها وهي داخل الكراج وكنت مرتدية الجلباب وكل شي ماعدا الربطه حيث أن من عادتي في الواقع أن أضعها آخر شي حتى لا تتعقج أو تتسخ أثناء حملي الأغراض مادامي داخل المرآب. وبعد الإنتهاء أتوا كل أخوتي وأخواتي وركبوا السيارة وأبي كان عصبياً جداً وقفل علينا السيارة وانطلق. فقمت أبكي وأصرخ رجاءً أوقف السيارة لأني لم أرتدي ربطتي بعد وايضا حقيبة يدي بجانب الربطه ويجب أن لأرجع البيت فرفض بشده وكنت داخل السيارة ممسكة بسجادتين (زولي) صغيرتين والححت عليه ان ينزلني لأني اخشى أن يروى الناس شعري وأنا أيضاً بدون حقيبه يدي فقال لي سوف أنزلك وترجعين البيت لكنك لن تركبين معناً مجدداً وهذه السجادتين سوف ناخذهم معنا فقلت وبعصبية وأنا أبكي بشدة ربي سوف ينتقم منك وسوف تجدها في طريقك وحسبي الله ونعم الوكيل عليك وبجنبه أمي تبكي فقلت لها لا تبكين فأنت معه في نفس الأثم والجريمة لانك ساكته ولاتكلمينه ونزلت من السيارة ورجعت بيت أهلي فوجدت الباب مفتوح فقلت الحمد لله إني رجعت وإلا كان سرق بيت أهلي لأنهم تركوا البيت مفتوح وكل هذا بسبب إستعجال ابي.
 
الصراحه اني مندهشه ومتعجبه تماماً من هذه الرؤيا كيف تجاوزت على والدي ووالدتي بهذه الطريقه!
 
مع الشكر الجزيل
 
الاسم: الريحانة
 
 
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
 
البيت يدل على السكن أي الراحة والطمأنينة، قال ربنا تبارك وتعالى {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا…} النحل 80. والسفر بهذه الأوصاف التي ذكرتيها تدل على أشيآء، منها:
1-   نية الوالد حسنة يدل عليها اللون الأبيض للسيارة.
2-   والدك يتحمل مسؤولية أسرته بدلالة قيادته السيارة، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه) متفق عليه.
3-   أنك تشاركين أهلك في هذه المسؤولية وتدل على ذلك مساهمتك في ترتيب الأغراض وهذه فيها خير وبركة وبشارة بالقيام بواجباتك تجاه أهلك.
4-   الوالد مقصر بعض الشيء في أدآء المسؤولية بدلالة قولك (كان عصبياً جداً) أي غاضباً بشكل كبير، والغضب يفتح أبواباً للمشاكل وقد وصى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من طلب نصحه قآئلاً (لاتغضب، فردد مراراً: لاتغضب) الإمام البخاري رحمه الله تعالى. فينبغي على المسلمين تحمل مسؤولياتهم وفق هدايات نصوص الكتاب والسنة كقوله تبارك وتعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران –عليهم السلام -159.
 
ثم هذا المنام يدل على متاعب في الحياة لأن السفر متعب بشكل عام كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ) متفق عليه، لذلك ظهرت آثار سلبية منها:
ا- خروجك بدون حجاب، مما يدل على مشاكل في الحياة الزوجية لأن لباس المرأة يعبر عن الزوج قال الله عز وجل {…هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ…} البقرة 187.
ب- دعآئك على الوالد والوالدة يدل على عدم رضاك لدورهما في حل تلك المشاكل، ولاشك أن الوالد يتحمل الجزء الأكبر لقوله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ…} النسآء 34. ثم يأتي دور الوالدة باعتبار أن البنت أكثر التصاقاً بأمها.
ج- لومك لهما يدلّ على الشكوى من الحياة الزوجية وربما تكررت هذه المشاكل في أكثر من مشروع للزواج ويؤكد هذا أنك كنت بدون حقيبة وهي من ألزم لوازم النسآء، وتمسكك بالسجادة (أو الزولية) يعبر عن تمسكك بالذرية إن كانت لك ذرية أو تمسكك بمسؤوليتك في حياتك الزوجية أو إنك مررت بأكثر من مشكلة.
د- إصرار الوالد على بقآئك معهم ثم موافقته على إنزالك وقوله وترجعين..الخ يدل على التهديد بأخذ الذرية وترك المشاركة في الحياة معك.
 
ورجوعك إلى البيت ورؤيته مفتوحاً يعبر بأنكم إذا رجعتم إلى البيت -الذي هو سكن- بالطرق الشرعية فإن الله تعالى سيحميه ويحميكم كما حماه من اللصوص بكل أنواعهم فهناك اللص الذي يسرق المال أو يسرق الراحة أو الدين، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (شَرَّ النَّاسِ سَرِقَةً، الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ؟ قَالَ: لا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلا سُجُودَهَا) الإمامان أحمد والطبراني رحمهم الله تعالى. وتعجّبك (في اليقظة) من تصرفك في المنام فيه خير لأن المسلمة إذا ضاق صدرها وشعرت بحرج من تصرفاتها فهي مؤمنة كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ) الإمامان الطبراني والبيهقي رحمهما الله تعالى. فهذه الرؤيا بشكل عام فيها إرشاد إلى ضرورة معالجة الأمور بالرفق واستشارة أهل الفضل وإنزال الناس منازلهم. وأنصحك بدعآء أمنا السيدة أم سلمة رضي الله عنهما (أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَاخْلُفْنِي خَيْرًا مِنْهَا) الإمامان أحمد والطبراني رحمهما الله تعالى.
 
وأشكرك على تواصلك مع هذا الموقع الذي أسأل الله عز وجل أن يجعله مناراً لحياة الناس أجمعين.
 
هذا والله سبحانه وتعالى أعلم.