2012/03/13

السلام عليكم.

عندنا في الورد القادري أوراد بأعداد 200 مرّة و100 مرّة.

وهم يكتبون في الكتيب إنّ هذه الاعداد أخذًا بالعزيمة أمّا أخذًا بالرخصة فتقرأ الأوراد بأعداد 20 مرّة و10 مرّات.

سؤالي هو: ما هي الرخص التي يجوز للمريد أنْ يرخّص له بها أنْ يقرأ الورد 20 مرّة و10 مرّات بدلًا من 200 مرّة و100 مرّة؟

مثلاً: مرض، سفر، عمل أم ماذا؟ أم لا يوجد شيء محدد؟

وجزاك الله خيرًا

 

الاسم: عمر

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

أوصي نفسي وإياك وجميع المسلمين بالابتعاد عن التسميات التي قد تؤدي بكثرة تداولها إلى تمايز وتفريق المسلمين من خلال اتخاذهم أسماء بديلة عن الاسم الذي ارتضاه لهم ربّهم جلّ جلاله وعمّ نواله كما قال على لسان سيّدنا إبراهيم عليه السلام:-

{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ —} [سورة الأنبياء عليهم السلام: 78].

فالمسلمون في ازدهار عصورهم السالفة كانوا يفهمون هذه الأسماء في إطار التنوّع المتآلف، أمّا اليوم فلضعف ثقافتهم الروحية جعلوها غالبًا في إطار التمزيق والتفريق عياذًا بالله تبارك وتعالى، فالواجب الشرعي الذي يسألون عنه ولا سيما العلماء والمربّون هو العمل على إيجاد القاسم المشترك بين هذه الطرق والتأكيد عليه، قال شيخنا طيّب الله تعالى روحه وذكره وثراه حضرة الشيخ العلامة عبد الله بن مصطفى بن أبي بكر الهرشمي:-

(وحول محيط الأرض اليوم بضع عشرات من الطرائق بعضها طرق روحانية وبعضها طرق تصوّف، ولا تجمعها جامعة. ولو وجدت دار الإسلام في هذا العصر لأمكنت الهداية إلى قواسم مشتركة من أحكام الشريعة الغراء تجمع الطرق كلها على نهج الروح وأعماله في صميم حضارة الإسلام، ولأمكن الالـتيام بعد التمزق والاعتصام بحبل الله بعد التفرق، ولاستيسر المسلمون أمر وحدتهم الروحية بتشريع من الشورى يعيد إلى عقولهم وقلوبهم الوحدة والعزة والمحبة من طراز عهود الشورى) معالم الطريق في عمل الروح الإسلامي، ص 186.

وأمّا بالنسبة لسؤالك فالأفضل أنْ ترجع إلى صاحب الشأن في ذلك وهو الذي لقّنك هذه الأوراد لتسأله عن الرخص فيها، والرخص بشكل عام موجودة في الشرع الشريف كالصلاة في حال السفر، قال الله عزّ وجلّ:-

{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا} [سورة النساء: 101].

والصيام في حالي المرض والسفر، قال الله جلّ في علاه:-

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ —} [سورة البقرة: 185].

ومنها شدّة الخوف والمطر وغيرها من الرخص التي تُذكر في مواضعها من كتب الفقه وأصوله، والأوراد داخلة في هذا الإطار بل ربما فيها سعة أكثر باعتبارها من النوافل أحيانًا.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.