2012/06/09
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ أدامكم الله لمنفعة الإسلام والمسلمين حضرة الشيخ المحترم.

هل يجوز للمرأة أن تصوم الأيام التي ستفطرها في رمضان الآتي. حتى تصوم الست من شوال براحتها؟

وجزاكم الله كل خير
الاسم: وعد الكروي

الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله تعالى فيك على دعآئك المخلص ولك بمثله.

لا يجوز قضاء دين شرعي قبل وجوبه، فحيث لم يستحق في ذمتها دين فلا يجوز لها تأديته على وجه القضاء، فالقضاء يأتي بعد تعلق الدين بالذمة. والرب جل وعلا ربط العبادات بأزمنة وأوقات محددة، قال تعالى {…فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ…} البقرة 185. وكذلك باقي العبادات كما في قوله عز وجل عن الصلاة {…إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} النسآء 103. وفي الحج قال تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ…} البقرة 197. فلا سبيل للمرء أن يؤدي هذه العبادات قبل وقتها، وأرجو الله تعالى أن يؤجرها لحرصها على النوافل ولكن لا يجب أن يكون على حساب حسن تأدية القضاء، فعن سيدنا ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، فَقَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ بِالْقَضَاءِ) متفق عليه. فيمكن لها أن تصوم الست من شوال ثم تقضي ما عليها من صوم بعد ذلك. وأرجو مراجعة السؤال المرقم 264.

والله سبحانه وتعالى أعلم.