2012/07/23
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسال الله تعالى ان يبارك بعمركم وان يرزقنا بمعيتكم مجاورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
سيدي هل يجوز ان ادخل على مزايدة لفتح المطعم في نهار رمضان علما ان هناك من يفطر متعمدا ومنهم لعذر وجزاكم الله تعالى كل خير

الاسم: صالح مجيد

الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك الله تعالى خيراً على دعآئك وأسأله عز وجل أن يشرفنا جميعا التشبث بأذيال حضرة خاتم النبيين عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ينبغي عدم التوسع في فتح المطاعم في شهر رمضان المبارك شهر العبادة والصبر والمغفرة فصيانة حرمة الشهر الفضيل هو من التعاون على البرّ والتقوى، ففي الوقت الذي يصوم المسلمون في كل بقاع الأرض يأتي من يروج للإفطار العلني بفتح المطاعم وهو يصب في باب التعاون على الإثم وتسهيل معصية الله تبارك وتعالى وعليه فإن الأصل عدم الجواز لمنع الإثم والعدوان.

ثم يستثنى من هذا الأصل فتح بعض المطاعم وفي نطاق ضيق لأصحاب الأعذار وخاصة المسافرين، فالمدن الكبرى كالعواصم والمدن التجارية التي تكون محجاً لأهل المصالح لا بأس أن تفتح فيها بعض المطاعم توزع على المساحة الجغرافية للمدينة دون مبالغة وإسراف، أما في المدن الصغيرة كمدينة (السعدية) مثلاً فلا أرى داعياً لفتح مطعم في شهر رمضان لصغر حجم المدينة وإن كان هناك زائرا فلا بد أن يكون له قرابة أو صديق يأوي إليه وفتح مطعم في هذه الحالة أراه مكروهاً إن لم يكن حراماً.

ومما تقدم فعلى المسلمين أن يتحرجوا في هذه المسألة وأن لا يسمحوا بتوسعتها.

وهذا الكلام موجه إلى الناس بصورة عامة وإلى السلطات التي تعطي الأذن بشكل خاص، لأنه يدخل في باب التعاون على البر والتقوى، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (…وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ , مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ) الأئمة مسلم وأحمد وابن حبان رحمهم الله تعالى.
فعدم عرض الطعام ومن يتناوله إعانة للصائمين وتقوية لعزيمتهم ويدخل ذلك في التواصي بالصبر كما أمر ربنا عز وجل {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ *إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} سورة العصر.

فالمخالفون لا يدخلون في هذا الخطاب الإلهي وعلينا أن نسد الطريق كي لا يخرجوا عنه، فبعض العلماء رضي الله عنهم وعنكم يقولون إن الكافر مشمول بالخطاب الإلهي، فإن قال الله عز وجل {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ…} البقرة 110. فإن كل الناس يدخلون في هذا الخطاب ولا يقتصر على المسلمين، فالكافر محاسب يوم القيامة على عدم دخوله الإسلام وعلى الصلاة وعلى كل الفرائض ومنها الصيام باعتبار أنه في أصل الفطرة مسلم فعلى ذلك يجب علينا تشجيعهم على الإسلام وعدم فسح المجال لهم أو تشجيعهم على الإبتعاد عن شعائره، فإذا رأى غير المسلم كل المطاعم والمقاهي مغلقة في بلاد المسلمين في هذا الشهر المعظم فسيعرف أهمية هذه الشعيرة وحرص المسلمين على الالتزام بدينهم مما يعظّم نظرته إليهم وإلى دينهم ويفتح مجالاً لدعوته للدخول فيه، والحق يقال إن الذي يزور أكثر البلاد المسلمة وخاصة العربية في رمضان لا يكاد يجد مطعماً أو مقهى مفتوحاً إلّا في بعض الفنادق دفعاً للحرج عن المسافرين.

والله سبحانه وتعالى أعلم.