2012/10/01
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
س/ جاء في بعض الفتاوى عدم وجوب قبول الهبة للحج فما معنى ذلك؟ وهل يجوز للأب أن يأخذ من مال ولده بدون علمه أو جبرا لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنت وما تملك لأبيك)).
 
وجزآكم الله عنّا خير الجزاء.
الاسم: محمد سعيد
 
 
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
 
الذي ورد في فتاوى أهل العلم أنه لا يجب قبول الهبة لأجل أدآء فريضة الحج سوآء كان الواهب يمنّ في هبته أو لا يمنّ، إذ لا يجب على المكلف تحصيل شروط الحج ومنها الإستطاعة، ولكن إذا قبل الهبة وحج فحجه صحيح.
 
أمّا موضوع أخذ الأب من مال ولده دون علمه أو جبراً إستناداً لقول سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم: (أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ) الأئمة أحمد وابن ماجة وابن حبان رحمهم الله تعالى، فمناسبته أن رجلا جآء إلى حضرة النبي عليه الصلاة والسلام وأخبره أن والده اجتاح أو يريد اجتياح ماله، فأجابه صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم بما يرشده إلى بره بأبيه وصلته وسد حاجته. أمّا أن يأخذ الوالد من مال ولده دون علمه أو جبراً فلم يقل به أحد من أهل العلم إلا بشروط منها أن يكون الأب محتاجا حاجة حقيقية وأن يأخذ بقدر هذه الحاجة وأن لا يأخذ من الأشيآء الضرورية للإبن ثم يعطيه لابن آخر أو شخص آخر.
 
ولذلك فإن تقدم أحد الوالدين بشكوى إلى القاضي مطالباً بالنفقة فإن القاضي لن يحكم له بالنفقة إلا إذا ثبتت حاجته لهذه النفقة و توفر الفآئض لدى الولد بحيث يستطيع الإنفاق عليه، لقول سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم في الحديث الصحيح: (ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلِأَهْلِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ، فَهَكَذَا وَهَكَذَا يَقُولُ، فَبَيْنَ يَدَيْكَ وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ) الأئمة مسلم والنسآئي وابن حبان رحمهم الله تعالى. وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام: (تَصَدَّقُوا، قَالَ رَجُلٌ: عِنْدِي دِينَارٌ، قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ، قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ، قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجِكَ، قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ، قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى وَلَدِكَ، قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ، قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ، قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ، قَالَ: ” أَنْتَ أَبْصَرُ) الأئمة البخاري – الأدب المفرد – وأحمد وأبو داود رحمهم الله تعالى، وهذا الترتيب مقصود من الشارع الشريف.
 
ولكننا وفي هذه المناسبة نذكر بوجوب بر الوالدين وبيان ما هو الواجب على الأبنآء تجاههما وحسن صحبتهما، وهو أمر مشهور في شرع الله تبارك وتعالى دلتنا عليه نصوص الشريعة الغرآء، وأرجو مراجعة جواب السؤال المرقم (550).
 
والله سبحانه وتعالى أعلم.