2012/10/06
السؤال:
السلام عليكم شيخنا الكريم،
 
أرجو من الله أن يوفقكم لتفسير رؤيتي هذه علما أنني لم اُرزق بالذرية وزوجتي في مرحلة اليأس منذ حوالي 10 سنوات؛ رأيت في منامي شيخا كان جارنا في السابق وهو متوفى، فبمجرد أن رأيته قلت في نفسي أنه بما أنه متوفى يستطيع أن يعينني في العالم الآخر حتى تكون عندي الذريه فعانقته وقلت له أريد الأولاد فقال وهو مُسرع كم تريد من ولد فقلت له لا يهمني العدد ثم استيقظت.
 
الاسم: عيسى
 
 
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
 
لا بد من التذكير أولا أن ليست هنالك قيود على قدرة الله تبارك وتعالى، فمع إننا في دار الأسباب فإن مسبب الأسباب عز وجل يتصرف بملكه كما يشآء سبحانه. فهذا سيدنا إبراهيم عليه السلام وكذلك سيدنا زكريا عليه السلام أنعم الله تعالى عليهما بالذرية على كبر مع إن أزواجهم كنّ عواقر كما ذكر الله جل وعلا في قوله {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} هود –عليه السلام – 71 – 73. وفي قوله سبحانه {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء * فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء} آل عمران – عليهم السلام – 38 – 40.
 
فإن لم تكن للرؤيا علاقة بالذرية الصلبية المعروفة فقد تدل على العمل الصالح، لأن المفهوم من قوله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} الكهف 46. فالباقيات الصالحات الأعمال الصالحة بشكل عام، وبشكل خاص ذكر (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولاحول ولاقوة إلاّبالله) كما جآء في حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قوله (اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ. قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) الأئمة أحمد وابن حبان والطبراني رحمهم الله تعالى.
فعلى هذا التأويل تكون لك البشارة بقبول الأعمال الصالحة عند الله عز وجل، وهذا خير لك من الذرية لأن الذرية الصلبية قد يقال لك فيها {…إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ…} هود – عليه السلام – 46.
 
والله سبحانه وتعالى أعلم.