2012/12/10

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي حفظك الله ونفعنا بعلومك وبركاتك. منذ سنوات صادفتني ظروف قاسية فنذرت بأن أرتدي ملابس سوداء لمدة عشرة أيام من شهر محرم من كل سنة وأدركت الآن بأن هذا الشيء خطأ فماذا أفعل؟ بارك الله فيك.

 

الاسم: ايمان

 

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك الله تعالى خيرا على دعآئك ولك بمثله.

قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ، فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ، فَلَا يَعْصِهِ) الأئمة البخاري وأحمد وابن ماجة رحمهم الله تعالى، فارتدآء لباس معين ليس فيه طاعة أو قربة خاصة السواد ولا سيما في شهر محرم الحرام الذي اقترن بمعانٍ فاسدة غير شرعية، وبالتالي فينبغي عليك أن ترتاحي وتطمئني بأن لا تمضي في هذا العمل.

والشرع الشريف وجهنا إن كنّا في ظروف قاسية أن نتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالدعآء ونكثر من الإستغفار والصدقات، فإن مرّ الإنسان بمرض فليلتزم بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة) الإمامان الطبراني والبيهقي رحمهم الله تعالى.

وهكذا شُرّعت لنا الصدقات والإستغفار والأدعية وسجدة الشكر ومراجعة الأطبآء قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (يَا عِبَادَ اللَّهِ، تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ، قَالُوا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْهَرَمُ) الأئمة البخاري – الأدب المفرد – وأحمد وابن ماجة رحمهم الله تعالى.

أما النذور التي تنبني على أفعال معينة كلبس بعض الملابس والقيام بأفعال لا معنى لها كل ذلك لا أصل له في الشرع الشريف وأمر عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام الإقلاع عنها كما جآء ذلك في الأحاديث الشريفة ومنها أنه عليه الصلاة والسلام رأى رجلا قآئما في الشمس (قال: ما بال هذا؟ فقالوا: نذر أن لا يتكلم، ولا يستظل من الشمس، ولا يجلس، ويصوم. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مروه فليتكلم، وليستظل، وليجلس، وليتم صيامه) الأئمة البخاري وابن ماجة وأبو داود رحمهم الله تعالى، وأرجو مراجعة جواب السؤال المرقم (286).

والله سبحانه وتعالى أعلم.