السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حفظكم الله تعالى ونفعنا من علومكم وأنواركم:

 

سيدي الفاضل، في الحديث الشريف: إن الدعاء يرد القضاء…السؤال هو هل الحديث صحيح مادليل ذلك ثم كيف يكون؟ جزاكم الله خيرا.

 

الاسم: أبو ليث

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاك الله عز وجل خيرا على دعواتك الطيبة ولك بمثلها.

الحديث المقصود في السؤال هو قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (لا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلا الدُّعَاءُ، وَلا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلا الْبِرُّ) الأئمة الترمذي والطبراني والطحاوي رحمهم الله تعالى.

 وهناك حديث شريف آخر فيه تفصيل وشرح للكيفية التي سألت عنها وهو قوله عليه الصلاة والسلام (لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة) الأئمة الحاكم والبيهقي والطبراني رحمهم الله تعالى. فالقدر واستجابة الدعآء هما من إرادة الخالق جل وعلا وقدرته يفعل ما يشآء ولا رادّ لأمره، فهناك قضآء مبرم لا يرد بالدعآء كالموت وقيام الساعة، وهناك قضآء معلّق ضمن الدآئرة التي حثّنا الرب عز وجل على الدعآء فيها، فلا عجب إن استجاب سبحانه للدعآء ورد القضآء.

وهو ما سبق في علم الله تبارك وتعالى أن العبد إذا اجتهد في الدعآء فإن القضآء يبقى في السمآء ولا يستطيع النزول، وهذا من تعليم حضرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لأمته تصديقا لقول الله عز وجل {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} الجمعة 2.

وقد شاع بين البعض دعآء (اللهم إنا لا نسألك ردّ القضآء ولكن نسألك اللّطف فيه) وهو قول فيه نظر لأنه يعارض الآثار الشرعية الواردة، وإنما قلت فيه نظر لأن يمكن حمله على القضآء المبرم فإن العبد يطلب من خالقه سبحانه اللطف فيه لعلمه بأنه لا يرد، فواجبنا أن ندعوا الله تعالى بما يرد القضآء وهو سبحانه أكرم الأكرمين.

والله سبحانه وتعالى أعلم.