2013/04/17

السؤال:

الشيخ الجليل حضرة الشيخ سعد الله المحترم حفظكم الله ورعاكم وادامكم لنا عزا وفخرا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

شيخنا الكريم قبل سنتين وربما اكثر من ذلك حصلت لي مشكلة فنذرت لله رب العالمين لو انني خرجت من تلك المشكلة وانتهت على خير لسوف أذبح خروفا واعطي لشخص من اقاربي نصف راتبي.. والحمد لله منًّ الله عليّ بجلاء مشكلتي وعدت على خير وقمت بعد فترة وجيزه بشراء الخروف وتوزيع لحمه على مجموعة من الفقراء كما نويت ذلك في وقتها واما نصف راتبي والذي نذرته للشخص الذي كان في وقتها حاضرا معي وعاهدته انني لو خرجت من تلك المشكلة سوف اعطيه نصف راتبي وقلت له في حينها ادعو الله ان ينجيني ونذر عليّ لو انجاني الله سوف اعطيك النصف من راتبي. لكن عندما قررت ان اوفي بنذري وجدت نفسي انني لا استطيع ان اعطيه نصف راتبي عندها استشرت احد تلاميذكم فقال لي سدد له على شكل دفعات شهرية الى ان تسدد له كامل المبلغ. وعندما هممت بفعل ذلك تفاجئت وبالدليل القاطع ان هذا الشخص الذي نذرت لله رب العالمين ان اعطيه نصف راتبي قد سرقني لاكثر من مرة وكان يخدعني لفترة طويله مستغلاً ثقتي به لكن الله قد فضحه وعلمت بما كان يفعل والله اعلم.

 

سؤالي حضرة الشيخ: هل مازال عليًّ ان اوفي بنذري لهذا الشخص الذي سرقني وخدعني وكان يتحايل عليّ؟ ارجو من حضرتكم ان تجيبوني فهذه المسألة قد ارقتني كثيرا وجزاكم الله خير الجزاء.

 

الاسم: قتيبة

الرد:

لا شك أن من نذر بشيء مباح يجب الوفاء به لقوله تعالى {يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا} الانسان 7. وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ، فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ، فَلَا يَعْصِه) الإمام البخاري رحمه الله تعالى. ولا يمنع كون الرجل الذي نذرتَ أن تُعطيه نصف راتبك غشك أوسرقك فلعل ذلك يكون سببا لتوبته وإقلاعه عما يفعل من المحرمات.

فقد روى لنا حضرة النبي عليه الصلاة والسلام هذه القصة لتكون لنا أملاً في إصلاح الناس بما تجود به أيدينا (قال رجل لاتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فاصبحوا يتحدثون تُصدق على سارق فقال اللهم لك الحمد لاتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية فاصبحوا يتحدثون تُصدق اللبة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية لاتصدقن بصدقة فخرج بصدقة فوضعها في يدي غني فاصبحوا يتحدثون تُصدق على غني فقال اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني فأُتي فيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته واما الزانية فلعلها ان تستعف عن زناها واما الغني فلعله يعتبر فينفق مما اعطاه الله) الإمام البخاري رحمه الله تعالى. ومع تذكيري في كل جواب عن النذر بأنه مكروه فإنّي أشدد هنا على أن لا يرهق المسلم نفسه بنذور صعبة الوفآء، فإنشآء هذه النذور ينمّ عن قنوط الناذر من رحمة الله عز وجل وفرجه، وأرجو مراجعة أجوبة الأسئلة المرقمة (830، 1119، 1245).

والله سبحانه وتعالى أعلم.