2013/04/18

السؤال:

السلام عليكم سيدي الشيخ ورحمة الله وبركاته.

هل يرث الاخوة والاخوات من اخيهم اذا توفي بعد والديه وكان متزوجا ولديه اطفال؟ وهل هناك فرق بين ان يكون للمتوفى اولاد وذكور في هذه الحالة؟ وشكرا لكم

 

الاسم: عبدالله

 

 

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،

قبل الردّ على هذا السؤال أودّ أنْ أبيّن أنّ الكثير من نصوص الشرع الشريف أكّدت على رابطة الإخوة وضرورة تقويتها والمحافظة عليها باعتبارها عمودا من أعمدة بناء المجتمع الإسلاميّ الراقي ولهذا كانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار من أوائل ما فعله النبيّ صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم عندما أسّس دار الإسلام بهجرته إلى المدينة المنورّة، وجاءت آيات القرآن الكريم لتؤكّد هذا المعنى في الكثير من المواطن منها قوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الحجرات 10.

وهذه أخوّة الدين التي من المفروض أنْ تتضاعف إذا ما أضيفت لها إخوّة النسب وهذا ما أرشد إليه الله تعالى بقوله لسيّدنا موسى على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ…} القصص 35. فينبغي أنْ تكون العلاقة بين الإخوة والأخوات قوية إلى الحد الذي لا تستطيع أموال الدنيا كلّها أنْ تفرّقهم أو تُحدث شرخا بينهم.

أمّا الردّ على السؤال: فالأصل في توريث الاخوة والأخوات قوله تعالى {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} النساء 176.

وبناء على هذا فإنّ الأخوة والأخوات يرثون من أخيهم المتوفى بشروط هي:

1-    عدم وجود الأب فإنّ وُجِدَ فهم محجوبون به.

2-   عدم وجود الجد لأنّ له معهم حالات خاصة.

3-   عدم وجود (ابن) أو (ابن ابن) واحد أو أكثر للمتوفى، فإنْ وُجِدَ حجبهم.

أمّا إذا كانت ذرية المتوفى إناثا فقط (بنت أو بنت ابن واحدة أو أكثر) فلا يؤثر وجودهنّ على توريث الإخوة والأخوات.

والله سبحانه وتعالى أعلم.