2013/05/06

السؤال:

السلام عليكم سيدي ورحمة الله وبركاته،

 

بارك الله لنا فيك سيدي لفتحك المجال لنا للسؤال عن طريق موقعكم الكريم وجزاك الله خير الجزاء بما تقوم به من خدمة للناس والمسلمين واحبابك ونفع بك أمة نبيه عليه وآله الصلاة والسلام.

 

سؤالي هو، إنني في السابق وقبل أن أتعلم منكم بأن برم النذر يعد مكروهاً، قد قمت بالنذر بأن أتبرع بثلث راتبي الأول إذا توظفت في التدريس وارسله إلى أبنة خالتي التي تعرضت لحادث سيارة للمساعدة في علاجها حيث دخلت غيبوبة طويلة. وبعد فترة توفيت أبنة خالتي رحمها الله تعالى. والآن وقد توظفت والحمد لله عز وجل ولكن ليس في التدريس. فهل يجب علي أن أرسل ثلث راتبي كما نذرت لأهل المتوفاة؟ أم أجعله صدقة لروحها؟ وإن لم يجب، فهل ينبغي حينها إذا توظفت في التدريس في المستقبل أن أوفي بالنذر؟

 

مع فائق الشكر والتقدير،

أبنكم حسين علي – الأردن

الرد:

وعليكنم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، وفيك بارك الله تبارك وتعالى ووفقنا وإياكم لخدمة دينه القويم والناس أجمعين وأسأله سبحانه أن يبارك في هذا الموقع وفي العاميلن عليه وكل زوّاره ومحبيه.

النذر هو إيجاب المرء على نفسه أمرا ليس بواجب، وبذا يجب الإيفاء به إذا كان مباحا لقوله تعالى {يُوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا} الإنسان/7. ولقد أوجبت على نفسك بنذرك أن تتبرع بثلث راتبك الأول إذا توظفت في التدريس لابنة خالتك رحمها الله تعالى لمساعدتها في العلاج. وبما أنها قد انتقلت إلى الدار الآخرة رحمها الرحمن سبحانه فقد سقط عنك النذر لفقد المحل ولكن لا بأس أن تتصدق عنها فهذا صلة لها بعد انتقالها وهو عمل ينفعك وينفعها باذن الله تعالى لما روي عن سيدنا سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه أنه خرج مع سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم في بعض مغازيه فحضرت أم سعد الوفاة فقيل لها أوصي، فقالت: (فيمَ أوصي إنما المال مال سعد، فتوفيت قبل أن يقدم سعد فلما قدم سعد ذُكر له ذلك فقال: يارسول الله هل ينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: نعم، قال سعد: حائط كذا وكذا صدقة عنها) رواه الإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالى. وكذا إذا أعطيت المال لأهلها فان كانوا محتاجين فهو صدقة وصلة لقوله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم (الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي القرابة اثنتان صلة وصدقة) رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى، فان كانوا غير محتاجين فهي صلة وهدية وسبيل لدوام المحبة وزيادتها لقوله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم (تهادوا تحابوا) رواه الإمام البيهقي رحمه الله تعالى.

والله تعالى أعلم.