2013/05/16

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أيامكم سيدي حضرة الشيخ و حفظكم بعينه التي لا تنام.

 

سؤالي عن صاحبة محل قريب من بيتنا تنبئ الناس عن أمور حاضرة ومستقبلية بمجرد النظر إلى وجوههم ولا تطلب مالا مقابل ذلك وتقول إن الله قد فتح لها بابا للغيب،  فهل يؤخذ بكلامها أم إن ذلك يعد من التنجيم الذي نهى عنه رسولنا الكريم (صلى الله و سلم وبارك عليه)؟

 

وجزاكم الله عنا خيرا سيدي وحفظكم ذخرا للإسلام والمسلمين

الاسم: أم فاطمة

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، وجزاك خيرا على دعواتك الطيبة وأسأله سبحانه أن يسعدك وجميع المسلمين بحسن إتباع دينه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

فيصل التفرقة في خوارق العادات بين الكرامة منها و السحر أو الإستدراج هو معرفتنا بحال الشخص المعني ومدى إلتزامه بضوابط الشرع الشريف.

فيمكن لمن جاهد نفسه وأخلص العبادة أن يفتح الله تبارك وتعالى عليه فيطلع من نافذة الغيب ما شآء الرب عز وجل أن يطلع، ولكن لا يتصور أن هذا مستمر بشكل يومي ومع كل الناس، فلم ينقل عن خير الناس بعد الأنبيآء عليهم الصلاة والسلام وهم الصحب الكرام رضي الله تعالى عنهم إلّا النزر اليسير من هذه الفتوحات، منها ما جآء عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه (أن رجلا دخل عليه وقد نظر امرأة أجنبية فلما نظر إليه قال: هاء! أيدخل علي أحدكم وفي عينيه أثر الزنا؟ فقال له الرجل: أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا! ولكن قول حق وفراسة صدق) أخرجه الإمام الملّاء رحمه الله تعالى، وهو تصديق للحديث الشريف (اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله، عز وجل) الإمامان الترمذي والطبراني رحمهما الله تعالى.

مع إن الصالحين رضي الله تعالى عنهم وعنكم يَستَحيُون من إظهار هذه الكرامات إلّا في حال الضرورة وفي أضيق مجال، وأنا ليس لي علم بحال هذه المرأة ولكن وكما أسلفت فإن كانت ظاهرة الصلاح ومشهوداً لها بذلك فربما تكون هذه كرامة لها، وإن كانت غير ذلك فأخشى أن تكون من أعمال السحر والتنجيم عياذاً بالله عز وجل، والواجب نصحها والتحذير منها.

والله سبحانه وتعالى أعلم.