2013/05/17

السؤال:

االسلام عليكم فضيلة الشيخ، أنا أعمل مع أبي في التجارة ولي سيارة لنقل البضائع وأبيع السلع في الأسواق والربح الذي أحصل عليه أصرفه على السيارة وعلى زوجتي وأبنائي الحليب و الحفاضات وما تبقى من النقود أضعها في حساب بنكي، ووالدي يعلم أنّ لي حسابا إلّا إنه لا يعرف أني أصرف على أغراض زوجتي وأبنائي، مع العلم أني أسكن معه في نفس البيت، و السبب الذي دفعني لهذا التصرف هو وجود أخت تقطن معنا في البيت موظفة ولا تساهم في نفقة البيت وهناك كذلك أخ أصغر مني غير متزوج ولا يسكن معنا لا يساهم كذلك في مصاريف البيت فسؤالي هل تصرفي هذا صحيح؟

 

وما هو  إقتراحكم؟ جزاكم الله خيرا لكي لا أظلم ولا أظلم؟

 

الاسم: mustapha

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

إن كان عملك خاصاً بك فأنت حرٌ بمالك، ومن واجبك الشرعي الإنفاق على زوجك وأولادك، أما إن كنت تعمل لحساب أبيك فمن واجبك الشرعي أن لا تُخفي عنه شيئاً وأن تصارحه في الأمر، ومن الأفضل أن يستقل المسلم في عمله وسكنه فهذا أدعى إلى الإستقرار والنماء والترقي الروحي والمادي.

وعلى المسلم أن يعمل دائماً في الضوء ولا يكتم شيئاً لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيراً فخير وإن شرا فشر) الإمام الطبراني رحمه الله تعالى. ولكي يسلم المسلم على دينه عليه ترك الشبهات والأمور التي تحوك في الصدر ولا تطمئن إليها النفس؛ لقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (البر حسن الخلق والأثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس) الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

كما ينبغي على المسلم أن ينظر بعين الرحمة لأهله جميعا ويفرح بخدمتهم والإنفاق عليهم فهي صدقة وصلة ووسيلة للوصول إلى مرضاة الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، فالرحم وصية الله تعالى لعباده ؛ قال عز وجل {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} النساء 36. وقال تعالى {إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} النحل/90.

ومن كانت هذه نيته فان الله تعالى يبارك له فيها ويفتح عليه أبواب الخير والغنى؛ قال الرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل الفقر بين عينه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة) الإمام إبن ماجة رحمه الله تعالى. ولا تجب نفقة البيت على كل ساكنيه إلا أنه يستحب التعاون والتآزر للإرتقآء به، ثم إذا كان رب الأسرة لا يقدر على تغطية تلك النفقات فعند ذلك يجب على أفراد الأسرة التعاون بشكل موزون كل حسب طاقته فيها، قال تعالى {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} الطلاق 7.

والله سبحانه و تعالى أعلم.