2013/06/10

الرسالة:

شيخنا أسأل الله تعالى أنْ يحفظكم ويرعاكم.

هل رؤية وجه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نورًا، أو صفاءً لا وجود له في الكون، أو رؤيته كما وصف صلّى الله عليه وسلّم إلّا شعر رأسه الشريف وشعر لحيته صلّى الله عليه وسلّم مُقصْرَيْن تعتبر رؤيا حق؟

 

الاسم الكامل: كمال

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

جزاك الله جلّ وعلا كلّ خير على دعواتك الطيبة ولك مثلها.

لقد بيّن نبيّنا الأكرم صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم أنّ الرؤيا الصالحة هي من المبشرات إذ قال:-

(لَا يَبْقَى بَعْدِي مِنَ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ، إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الرَّجُلُ، أَوْ تُرَى لَهُ) الإمام أحمد رحمه الفرد الصمد تقدّست أسماؤه.

فإذا كانت الرؤيا الصالحة من المبشّرات فكيف برؤية سيّد السادات عليه أتمّ السلام وأفضل الصلوات وعلى آله وصحبه أهل التقى والمكرمات؟ حتما رؤيته عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام في المنام من أصلح الصالحات، كما وأخبر صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم أنّ رؤيته في آخر الزمان ستكون صعبة المنال إذ قال:-

(مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا، نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ وعلا.

لكن يبقى فضل الله تبارك اسمه دائما باقيا على هذه الأمّة إذ يُكرم مَنْ شاء مِنْ عباده ويشرفه برؤية نبيّه ومصطفاه صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه، قال سبحانه:-

{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [سورة آل عمران عليهم السلام: 74].

ورؤيا النبيّ عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام في المنام بشكل عام هي خير ونور وسرور وبركة ورحمة وحقّ، لقوله صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:-

(مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الحَقَّ) الإمام البخاري رحمه الباري سبحانه.

ليست بأضغاث أحلام ولا يتمثلها الشيطان، قال حضرة النبيّ العدنان عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه أهل الفضل والعرفان:-

(مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ وعلا.

وفيها مزية أخرى عظيمة جليلة وهي التي وردت في قوله صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه:-

(مَنْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي اليَقَظَةِ، وَلاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي) الإمام البخاري رحمه الله عزّ وجلّ.

كما أنّ رؤيته عليه الصلاة والتسليم وآله وصحبه أجمعين في المنام قد تكون بشيرًا أو نذيرًا للرائي ومعرفة ذلك يعتمد أمورًا كثيرة منها:-

الهيئة التي رأى عليها سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم، وعلى الرائي نفسه، وعلى منْ يؤولها له.

لكنّ بعض المُعبِّرين يرون أنّ رؤية النبيّ صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم على غير أوصافه المعروفة لا تعدّ رؤية لحضرته، والذي أراه والله سبحانه أعلم أنّ اختلاف الصفة لا يعني نفي رؤيته صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم إذ قد يكون التغيّرُ في الهيئة انعكاسا لحال الرائي أو حال مَنْ كان معه في تلك الرؤيا، وفي كلّ الأحوال ينبغي على مَنْ شرّفه الله تعالى برؤية النبيّ عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه المكرمين في المنام أنْ يشكر الله تعالى ويحمده كثيرا على هذه النعمة العظيمة التي خصّه بها دون غيره ممّن يتمنّى لو رآه عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام بأهله وماله، وأنْ يُكثر من الطاعات والصدقات.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّد المرسلين، وإمام المتقين، نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه الميامين.