2013/06/11

السؤال:

السلام عليكم.يا شيخ انا نذرت من فترة طويلة تقريبا بـ 500 ركعة لله ونيتي في هذا النذر طلب معين ولكي أجبر للصلاة صلوات اضافية خارج الصلوات الخمس وانا الى الان لم أكمل النذر فهل يجوز بنذر جديد؟ مع العلم أني قادرة على الايفاء بذلك وسعيدة بذلك لان أجبر على ذكر الله اكثر بعد أن أخذتني مشاغل الحياة ولهوها وهل صحيح بأن النذر غير مستحب ومنهى عنه؟ وشكرا لكم وجزاكم الله خير الدنيا والاخرة.

 

الاسم: المتوكلة على الله

 

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لقد أمر الله تبارك وتعالى عباده أنْ يوفوا بنذورهم فقال {وليوفوا نذورهم} [الحج: 29]. ووعد الذين يوفون وتوعّد الذين ينقضون فقال {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [البقرة/270].

وما دمتِ قد نذرت أنْ تصلي لله تبارك وتعالى (500) ركعة وجب عليكِ الوفاء بهذا النذر لأنه نذر في طاعة، قال الحقّ جلّ وعلا {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان/7].

وقد قال سيّدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ، فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ، فَلَا يَعْصِه) الإمام البخاري رحمه الله تعالى. وثبت في الصحيح أيضاً أنّ سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إلى النبيّ صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم فقال: (يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أنْ أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال عليه الصلاة والسلام: أوف بنذرك) الإمام البخاري رحمه الله تعالى.

ولا يجوز لكِ أنْ تغيّري نذرك لأنك قادرة على الوفاء به بل وسعيدة بذلك أيضا كما ذكرت في سؤالك وإني أسأل الله تعالى أنْ يديم عليك وعلى جميع المسلمين هذا الشعور الطيّب والمبارك في طاعة الله عزّ وجلّ.

والنذر المكروه هو ذلك الذي قال عنه سيّدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم (لا تنذروا فإن النذر لا يغني من القدر شيئاً وإنما يستخرج به من البخيل) الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

وسبب الكراهة يعود إلى تعامل العبد مع ربه جلّ وعلا بما لا يليق إذ يعلّق ما ينبغي أنْ يقوم به من طاعات على عوض يريده من الله تبارك وتعالى وكأنه يقول لربّه سبحانه إنْ فعلتَ لي كذا فعلتُ كذا وهذا شأن البخيل، أو لأنّ الناذر يظنّ أنّ نذره هذا يسوق إليه خيرا لم يقدر له أو يرد شرا قضى عليه.

وأرجو مراجعة قسم الأيمان والنذور من باب سؤال وجواب في هذا الموقع المبارك.

والله سبحانه وتعالى أعلم.