2013/7/26

مشاركة من فضيلة الشيخ عبد الرزاق علي جزاه الله خيراً.

:: من آداب اختيار الأستاذ ::

ينبغي لطالب العلم أنْ يقدّم النظر ويستخير الله تعالى فيمنْ يأخذ العلم عنه، ويكتسب حسن الأخلاق والآداب منه، وليكنْ إنْ أمكن مِمّن كملت أهليته، وتحققت شفقته، وظهرت مروءته، وعرفت عفته، واشتهرت صيانته، وكان أحسن تعليما وأجود تفهيما.

وإنّ عملية اختيار الأستاذ تلعب دورا هامّا في تحديد نوع العلاقة القائمة بين الأستاذ والطالب، لذلك كان على المتعلم أنْ يختار مَنْ يأخذ بيده إلى طريق العلم وقد ذكر العلماء الأجلاء شروطا يجب توفرها في الأستاذ الذي تريد أخذ العلم منه وهي كما يلي:

1-الدين وحسن العقيدة: فمَنْ كانت عقيدته صحيحة، وصاحب دين صالح فإنّ الأخذ عنه يكون أسلم وأحكم وأضمن، فقد قال بعض السلف رحمهم الله تعالى: (إنّ هذا العلم دين، فانظروا عمّن تأخذون دينكم) وقال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: (عن إبراهيم قال: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمعته، وإلى صلاته، وإلى حاله، ثمّ يأخذون عنه).

2- حسن الخلق: ولابدّ أنْ يكون الأستاذ صاحب خلق رفيع، فقد قال الإمام أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه في أستاذه الذي اختاره: (وجدتُهُ شيخا وقورا حليما صبورا).

3- وفرة العلم ودقته: وهو أنْ يكون الأستاذ على جانب كبير من العلم والاطلاع، وأنْ يمتلك القدرة على إيصال المادة العلمية إلى الطالب، لذلك قال العلماء الأجلاء رحمهم الله تعالى: (وليجتهد على أنْ يكون الشيخ مِمّنْ له على العلوم الشرعية تمام الاطلاع، وله مع مَنْ يوثق به مِنْ مشايخ عصره كثرة بحث وطول اجتماع، لا مِمّنْ أخذ عن بطون الأوراق ولم يُعرف بصحبة المشائخ الحذاق).

4- أنْ يعمل بما يقول: وذاك أنّ الله تعالى أعاب على كلّ مَنْ يقول بما لا يعمل فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}  [الصف/2، 3]، ومن باب أولى العلماء.

5- الاستشارة: إنْ كنت سالكا طريق الصالحين والأولياء عليك استشارة شيخك في طلب العلم أو مَنْ ينوب حتى يكون بأذنه، فتكون الفائدة من العلم أتمّ وأعمّ.

ملاحظة: ممّا لا شكّ فيه عند أهل العلم أنّ طالب العلم بحاجة إلى الأستاذ ليكتسب منه العلم والأخلاق والأساليب، فقد قصّ القرآن عن سيّدنا موسى عليه السلام قوله للرجل الصالح: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا* وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} [الكهف/66-68].

ولقد أخطأ كلّ الخطأ مَن اقتصر على المطالعة وتقليب الكتب في أخذ العلوم فقد قال الشاعر:

مَنْ كــــــان شيخُه الكتاب       كثر منه الخطأ وقلّ الصواب

الرد:

جزاك الله تعالى خيرا على هذه المشاركة الطيبة، وأسأله جلّ وعلا أنْ يوفق طلبة العلم للأخذ بهذه الآداب المباركة فينالوا سعادة الدنيا والآخرة إنّه سبحانه وتعالى وليّ ذلك والقادر عليه.